فقدنا 12 من عناصرنا ونقص الأجهزة يعيق العمل

أكد عضو وحدة إزالة الألغام التابعة لوزارة الدفاع السورية، أحمد جمعة، أن الوحدة فقدت نحو 12 عنصراً خلال الأشهر الماضية أثناء تنفيذ مهام إزالة الألغام في مختلف المناطق.
وأشار جمعة، في تصريح لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، إلى أن ما بين 15 و20 فرداً من الفريق تعرضوا لإصابات خطيرة أدت إلى فقدانهم أطرافهم خلال عمليات إزالة الألغام.
وفيما يتعلق بتحديات العمل، لفت جمعة إلى أن عملية إزالة الألغام تواجه صعوبات كبيرة وستستغرق وقتاً طويلاً نظراً لحجم الألغام المزروعة في مناطق واسعة.
وعن الإمكانيات التقنية، أوضح جمعة أن فرق إزالة الألغام تعاني نقصاً حاداً في أجهزة المسح المتقدمة الضرورية لاكتشاف الألغام، مما يزيد من خطورة العمليات ويبطئ وتيرتها.
الألغام في سوريا
سجّلت سوريا ارتفاعاً حاداً في عدد ضحايا الألغام والذخائر منذ مطلع عام 2025، وسط تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني في ظل غياب استراتيجية واضحة لمواجهة هذا الخطر.
وأكد مرصد الألغام الأرضية ارتفاع نسبة الضحايا عام 2024 بنسبة 22% مقارنة بالعام الذي سبقه، بينما أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن وتيرة الإصابات منذ بداية 2025 تنذر بتفاقم أكبر.
وأظهرت تقارير اللجنة في سوريا تسجيل أكثر من 500 إصابة جديدة خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنة بـ388 حادثة و900 إصابة و380 وفاة، معظمهم من الأطفال، خلال عام 2024.
كذلك، أشارت اللجنة، في بيان صدر في الرابع من الشهر الجاري، إلى تسجيل 748 إصابة بين كانون الأول 2024 وآذار 2025، أكثر من 500 منها منذ بداية العام، ما يعكس تصاعداً خطيراً.
في سياق متصل، لفت رئيس بعثة اللجنة في سوريا، ستيفان ساكاليان، إلى أن الإصابات خلال الربع الأول من 2025 تعادل تقريباً إجمالي إصابات عام 2024، مع تسجيل وفيات بين الأطفال أثناء اللعب والنساء أثناء جمع الحطب.
وأوضح ساكاليان أن انتشار المركبات المهجورة والذخائر في مناطق القتال السابقة ساهم في زيادة الإصابات، خاصة مع عودة النازحين وجهلهم بالأخطار، إضافة إلى سعي البعض لجمع الخردة رغم المخاطر الاقتصادية.
وبيّن ساكاليان أن أكثر من نصف سكان سوريا يواجهون تهديد الألغام يومياً، مع تضرر الأطفال بشكل خاص، مما يؤدي إلى حرمان واسع من التعليم والرعاية الصحية وزيادة معدلات انعدام الأمن الغذائي.
وطالب ساكاليان بتوسيع حملات التوعية، وتكثيف جهود إزالة الألغام، ودعم المتضررين من خلال توفير رعاية نفسية ومساعدات لتحسين ظروفهم المعيشية، داعياً إلى تأسيس هيئة وطنية ومركز متخصص لمكافحة الألغام بمشاركة جميع الجهات المعنية.
شارك هذا المقال