جيش إلكتروني سوري: ضرورة وطنية لحماية الفضاء الرقمي

خلال متابعتي المكثفة لمنصات التواصل الاجتماعي لفت انتباهي حجم التنسيق والتكامل بين ما يُعرف بـ”الذباب الإلكتروني” الإيراني وفلول وعصابات الاسد الإلكترونية. لقد بات واضحاً أن هذه الجهات لا تتحرك بعشوائية، بل تنفذ هجمات منظمة وممنهجة، تتفنن في التزوير والتضليل، وتستهدف كل رأي حر أو حقيقة مؤلمة.
إن هذا الهجوم الإعلامي الشرس، والذي يعتمد على الأكاذيب المركبة والتلفيق المدروس، يفرض علينا كأبناء الشعب السوري – في الداخل والخارج – أن نتحرك بوعي ومسؤولية. لم يعد مقبولاً أن نظل متفرجين بينما تُغتال الحقيقة وتُشوَّه صورة الحكومة السورية وأهدافها.
لقد أثبتت تجارب دول عديدة – مثل المملكة العربية السعودية – فاعلية تشكيل جيوش إلكترونية وطنية، تعمل كصقور في الفضاء الرقمي، ترد على الأكاذيب، وتكشف الحقائق، وتحمي الرأي العام من التلاعب.
من هنا، تبرز ضرورة إنشاء جيش إلكتروني سوري منظم وفعّال، يضم نخبة من الشباب السوري، لا سيما في المهجر حيث تتوفر الإمكانيات التقنية والاتصالية العالية. هذا الجيش ينبغي أن يكون بمثابة الدرع الإعلامي لقضيتنا، يواجه الحملة الدعائية المعادية، ويدافع عن صوت السوريين وتضحياتهم.
ولتحقيق ذلك، من الضروري أن يتم التنسيق تحت مظلة رسمية كوزارة الإعلام أو جهة مستقلة موثوقة، لضمان الفاعلية والتنظيم وعدم الانزلاق في الفوضى أو التضليل المضاد.
إن معركتنا اليوم ليست فقط في الميدان، بل أيضاً في فضاء المعلومات، حيث تُصنع الروايات وتوضح الحقيقة وتُحدد اتجاهات الرأي العام. وإن تأسيس جيش إلكتروني وطني هو خطوة استراتيجية لحماية كرامتنا وهويتنا ومستقبلنا