جدعون ليفي: الحقيقة هي أن إسرائيل لا تهتم بمصير الدروز | سياسة

4/5/2025–|آخر تحديث: 4/5/202512:24 ص (توقيت مكة)
سخر الكاتب اليساري الإسرائيلي جدعون ليفي من مناشدة دولة الاحتلال بلدان العالم التدخل لحماية الأقليات في سوريا، في وقت تمارس فيه هي نفسها التنكيل بالفلسطينيين.
وقال إنه يصعب عليه أحيانا تصديق وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر عندما يدعو المجتمع الدولي إلى “القيام بدوره في حماية الأقليات في سوريا، وتحديدا الطائفة الدرزية، من النظام وعصاباته الإرهابية، وألا يغض الطرف عن الأحداث الخطيرة التي تجري هناك”.

وأضاف أن إسرائيل لطالما اشتُهرت بالعجرفة والوقاحة، لكن تصريح وزير خارجيتها جعلها تتفوق على نفسها هذه المرة بدعوته العالم للتدخل ومساعدة أقلية تتعرض للقمع من قبل حكومة في بلد آخر، في حين أن قادة سياسيين آخرين بدؤوا بالفعل في التحرك في هذا الشأن.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي نفّذ بالفعل أوامر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير، فقصف أهدافا محددة داخل سوريا. ووصف جيش الاحتلال بسخرية بأنه “جيش خلاص حقيقي يدافع عن الدروز المضطهدين”.
عندما يتحدث غدعون ساعر عن نظام قمعي وعصابات من الإرهابيين، عليه أن يتحدث أولا وقبل كل شيء عن بلده
وانتقد الكاتب وزير خارجية إسرائيل، قائلا إنه ليس من حقه أن يفتح فمه وينطق ولو بشطر كلمة عن اضطهاد أمة أو أقلية، كما أنه بالتأكيد ليس من حقه الأخلاقي أن يدعو العالم إلى الدفاع عنهم.
ومضى إلى القول إن القيادة الإسرائيلية حطمت الأرقام القياسية في افتقار الوعي بذاتها، “فعندما يتحدث غدعون ساعر عن نظام قمعي وعصابات من الإرهابيين، عليه أن يتحدث أولا وقبل كل شيء عن بلده”.
وشدد على أنه لا توجد في العالم دول كثيرة يزدهر فيها نظام حكم قمعي وعصابات من الإرهابيين مثلما يوجد في إسرائيل التي تُنكِّل بأبناء شعب آخر، في إشارة إلى الفلسطينيين.
الدولة التي تجوِّع مليوني فلسطيني لا يحق لها الحصول على مساعدة من المجتمع الدولي، حتى عندما تهددها حرائق الغابات المشتعلة حاليا في إسرائيل
وتساءل “كيف ستتصرف إسرائيل إزاء الدعوات التي تطالب العالم بأن يهب للدفاع عن الفلسطينيين المضطهدين داخل أراضيها؟”، وأجاب ساخرا بأنها سترد عليها “بالعويل وصرخات معاداة السامية”.
ووفقا له، فكما يطالب الدروز داخل إسرائيل الآن تل أبيب بأن تهب لنجدة إخوانهم في سوريا، كذلك تطالب الشعوب في الدول العربية حكوماتها بالتدخل لنصرة إخوانهم الرازحين تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، على حد تعبيره.
ومضى متسائلا: “وماذا عن إخوة الدم من عرب الداخل الذين ذُبحوا في غزة وسوريا ولبنان؟ هل فكرت إسرائيل في أن تهب لنجدتهم؟”.
واعتبر أن مناشدة العالم للتدخل لحماية الدروز لا تعدو أن تكون دعوة موغلة في الاستخفاف، فإسرائيل -برأيه- لا تهتم حقا بمصير الدروز في سوريا، تماما كما لم تهتم فعلا بضحايا النظام السوري السابق.
وتابع قائلا إن التعبئة عن دروز سوريا ليست أكثر من حيلة سخيفة وذريعة أخرى لمهاجمة سوريا في لحظات ضعفها، وربما أيضا تنطوي على إيماءة إلى الدروز الداعمين لائتلاف الليكود الحاكم.
وختم ليفي مقاله بالقول إن الدولة التي تجوِّع مليوني فلسطيني لا يحق لها الحصول على مساعدة من المجتمع الدولي، حتى عندما تهددها حرائق الغابات المشتعلة حاليا في إسرائيل.
وفي مقال افتتاحي لها، حذرت هآرتس من أن التدخل الإسرائيلي والتهديدات ضد النظام في سوريا لا تخدم المصالح الأمنية الإسرائيلية، وقد تضع الدروز في موقف يبدون فيه وكأنهم تابعون لإسرائيل، وذلك في الوقت الذي يسعون فيه هم والنظام إلى إقامة دولة موحدة.
وأكدت أن الدروز كانوا وما زالوا يعتبرون أنفسهم جزءا لا يتجزأ من سوريا، وأنهم يرفضون أي شكل من أشكال التقسيم أو الانفصال.