ظاهرة تراكم النفايات بشوارع صحنايا.. البلدية تعاني من نقص المعدات واليد العاملة

بعد مرور أربعة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد، وبالتزامن مع إعلان تشكيل الحكومة الجديدة، تتزايد التحديات الداخلية وخاصة في موضوع الخدمات، في ظل تردي الأوضاع نتيجة سنوات الحرب الطويلة.
وتعاني معظم مدن ريف دمشق من سوء الخدمات على الرغم من التحسن الطفيف والتدريجي لإعادة عجلة الحياة، ومن أبرز هذه المشكلات وأكثرها إلحاحاً تلك المتعلقة بخدمات النظافة.
تشهد منطقة أشرفية صحنايا وضاحية 8 آذار، جنوب العاصمة دمشق، خلال الأسابيع الأخيرة، تراكم النفايات وانتشار أكوام القمامة في الطرقات الرئيسية بشكل كبير، وصلت لحدّ انتشارها على الطريق العام الواصل بين “ضاحية 8 آذار” والأشرفية.
ويقول قيس رمضان، أحد سكان منطقة “ضاحية 8 آذار”، إن استمرار تراكم القمامة في الطرقات وحول حاويات النفايات مع ارتفاع درجات الحرارة يساهم في انتشار الأمراض والأوبئة وخاصة أن أطفال الحي يلعبون وبجوارهم النفايات.
ويعبر قيس، في حديثه لموقع “تلفزيون سوريا”، عن استيائه من تفاقم مشكلة النفايات في الحي، داعياً لحل هذه المشكلة قبل فصل الصيف.
بدورها، جلنار أبو فرح، إحدى قاطنات منطقة أشرفية صحنايا، أكدت أن “الروائح الكريهة تصل إلى داخل البيوت، مشيرة إلى أن أهالي المنطقة يقومون بمبادرات أهلية كل فترة لجمع النفايات وإزالتها عن الطرقات العامة لحين حلّ المشكلة بشكل منتظم.
وأضافت جلنار، أن الأهالي تواصلوا مع البلدية وتقدموا بشكاوى وينتظرون الرد بشكل فعليّ وليس وعودا كلاميّة، في إشارة إلى تفاقم أزمة تراكم النفايات في الطرقات وتباطؤ حلها من قبل السلطات المحلية.
نقص اليد العاملة والآليات
في المقابل، تحاول البلديات في المنطقة والمؤسسات الحكومية جاهدة حل أزمة النفايات على قدر الإمكانيات البسيطة والمتاحة، في ظل نقص المعدات واليد العاملة.
وتقول رئيسة بلدية “ضاحية 8 آذار”، ميادة مسعود، في حديثها لموقع “تلفزيون سوريا”، إن البلديات في ريف دمشق لم تعد مسؤولة عن النظافة وإن الأمر أحيل إلى مؤسسة “E clean”، والتي تعمل بلدية ضاحية 8 آذار على التواصل معها لحل المشكلة في أقرب وقت.
وأضافت مسعود إن البلدية تعاني من نقص حاد في الآليات والمعدات اللازمة لجمع القمامة، إضافة إلى عدم وجود عمال كنس ملتزمين مع البلدية لتقديم الخدمات المرتبطة بتنظيف الشوارع وجمع النفايات،
وأشارت إلى أنها تعمل على جمع قائمة بأسماء عمال راغبين بالتعاقد مع البلدية لترسلها بدورها إلى مؤسسة “E clean”.
“نباشو القمامة”
ووفقاً لرئيسة البلدية “ضاحية 8 آذار”، فإن الموضوع لا يقتصر على توفر الآليات والعمال فالمنطقة تعاني وبشكل كبير من انتشار ما يسمّى بالنباشين، والذين يقومون بإفراغ الحاويات ونشر القمامة في كل مكان بهدف جمع مواد بلاستيكية أو معدنية يقومون ببيعها لاحقاً، الأمر الذي أدى إلى استفحال المشكلة.
مؤسسة “E clean” حكومية تابعة لوزارة الإدارة المحلية، كانت تعمل سابقاً في مناطق الشمال السوري، وبعد التحرير انتقل عملها ليشمل منطقة ريف دمشق بالكامل، ومن ضمنها قطاع داريا الذي تتبع له منطقتي أشرفية صحنايا و”ضاحية 8 آذار” إدارياً.
بدوره، رئيس بلدية أشرفية صحنايا، أغيد مهنا، يقول إن “موضوع إزالة النفايات بات بيد مؤسسة إيكلين”، مشيراً إلى أن البلدية تعمل على التنسيق مع مسؤولي المؤسسة لتزويدهم بكافة المعلومات اللازمة من أجل الإسراع بتسيير آليات جمع النفايات في أقرب وقت ممكن.
وأضاف مهنا، في حديثه لموقع “تلفزيون سوريا”، أن البلدية تمتلك عدداً من الآليات التي تحتاج إلى صيانة مستعجلة، ومنها ما يحتاج لميزانية ضخمة، كانت قد عملت البلدية على المطالبة بها من أجل إصلاح الآليات سابقاً لكن من دون استجابة، مؤكداً أن المؤسسة على علم ودراية بكل هذه الأمور.
جهود مؤسساتية للحد من الظاهرة
في المقابل، يقول المسؤول في مؤسسة “E clean”، إن المؤسسة تواصلت مع جميع البلديات في ريف دمشق ومن ضمنها داريا، وتعمل الآن على جمع البيانات وحساب الميزانية اللازمة لشراء آليات أو صيانة بعضها.
وأشار إلى أن هناك الكثير من المسؤوليات الملقاة على عاتق المؤسسة والتي تتم متابعتها، وفي أولويتها تأمين عمّال مياومين تابعين للمؤسسة للقيام بأعمال الكنس وقيادة الآليات، وإلى الآن تم جمع أكثر من قائمة تتضمن أسماء عمال من مختلف المناطق في الريف.
وأكد سلامة على أنه سيتم تعيين مشرف نظافة في كل منطقة يعمل بالتنسيق مع البلدية، ويكون تواصله مباشرة مع المؤسسة في حال وجود أي خلل أو تقصير من قبل العمال أو من قبل البلدية المالكة للآليات.
وفيما بعد سيتم إحصاء عدد الحاويات التي يلزم توفرها في كل منطقة على حدة، وبحسب سلامة فإن لكل منطقة احتياجات معينة، فبعض المناطق لا تحتاج آليات ضخمة ويمكن الاكتفاء بوجود جرّار لجمع النفايات، بينما مناطق أخرى تحتاج لضاغطة وربما أكثر.
وفي الحديث عن موضوع النباشين، أشار سلامة إلى صعوبة السيطرة عليهم أو حتى إمكانية التعامل معهم حيث عملت المؤسسة في وقت سابق للتعاقد مع النباشين وإخضاعهم لرقابة وتنظيم يحقق المصلحة للطرفين، ولكن من دون جدوى، وعليه سيحال الموضوع إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل للحد من هذه الظاهرة.
وأكدّ المسؤول في مؤسسة “E clean”، على ضرورة التزام أهالي المناطق بالمواعيد المحددة لرمي النفايات التي ستحدد لاحقاً مع برنامج ثابت يومي لجمع النفايات، وهذا ما سيساعد بالحد من تراكمها، وهذه مسؤولية يتحمّلها أهالي المناطق المذكورة بالإضافة للبلديات.
تعهد سلامة حديثه مع موقع “تلفزيون سوريا” بالعمل للإسراع في حل أزمة انتشار النفايات في المنطقة، مشيراً إلى أن هذه التحديات لا تعد مبرراً لانتشار القمامة في الأسابيع الماضية.
وقال إن المؤسسة تعمل على قدم وساق للإسراع في رفع الكتب إلى الجهات المعنية سواء وزارة الإدارة المحلية أو وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل من أجل التصديق عليها خلال الشهر الجاري.