أكثر من مليون سوري عادوا منذ بداية العام الجاري

عاد أكثر من مليون لاجئ ونازح سوري إلى بلادهم منذ مطلع العام الجاري، في رقم قياسي غير مسبوق منذ عام 2011، وذلك في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد.
وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عاد منذ بداية العام أكثر من مليون سوري، من بينهم 885 ألف نازح داخلي و302 ألف لاجئ.
وقال منسق الأمم المتحدة الدائم والمساعدات الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى: “نتوقع أن يصل عدد العائدين من اللاجئين والنازحين خلال هذا العام إلى نحو 3.5 ملايين شخص”، مشدداً على أن “هذا الواقع يؤكد الحاجة الماسة إلى استثمارات عاجلة في دعم التعافي وإعادة الاندماج”.
ورغم وتيرة العودة، حذّر عبد المولى من أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في بعض مناطق الشمال والجنوب والساحل، ما يؤدي إلى “نزوح آلاف الأشخاص ويعيق وصول المساعدات الإنسانية”.
العودة في عهد النظام.. خوف واعتقالات
تختلف ظروف العودة الحالية جذرياً عن تلك التي كانت سائدة خلال حكم الأسد. فرغم محاولات النظام الترويج لفكرة “العودة الآمنة”، وُجهت له اتهامات باستخدام هذا الشعار كأداة سياسية. وذلك بحسب موقع (euro news).
وتعرّض العديد من العائدين حينها للاعتقال أو التجنيد القسري، ما ولّد مخاوف كبيرة في أوساط اللاجئين السوريين في الخارج. كما اصطدمت محاولات ترميم المنازل المدمرة بضغوط أمنية، ما ساهم في تقليص أعداد العائدين وتعميق الفجوة بين اللاجئين والنظام.
الأمم المتحدة: كيف نضمن استدامة العودة؟
في مؤتمر دولي حول سوريا في بروكسل، قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: “بدأ العديد من السوريين بالفعل بالعودة إلى بلادهم”، محذّراً في الوقت نفسه من أن “التحدي الأكبر هو ضمان أن تكون هذه العودة مستدامة”.
وأضاف غراندي: “كيف يمكننا التأكد من أن الناس حين يعودون إلى مجتمعاتهم ستُلبى احتياجاتهم الأساسية؟ من سكن وكهرباء وماء وصرف صحي وتعليم وعمل… باختصار، كيف نمنحهم الفرصة لبناء مستقبل لأنفسهم ولعائلاتهم في بلدهم؟”.
وتابع: “والأهم من ذلك، كيف نضمن أمنهم واحترام حقوقهم؟ لأنه من دون الأمن، لا فرص”.
شارك هذا المقال