الأخبار المحلية

ما سبب إلغاء اللغة الفرنسية من امتحانات الثانوية في إدلب؟

Reading Time: 1 minute

شهدت محافظة إدلب جدلاً واسعاً وأصواتاً تطالب بإعادة مادة اللغة الفرنسية إلى امتحانات الشهادة الثانوية، وذلك بعد قرار من مديرية التربية بإلغاء خيار المفاضلة بين اللغتين الفرنسية والإنجليزية للطلاب المستجدين والناجحين، ما يُجبرهم على التقدّم حصراً لامتحان اللغة الإنجليزية، رغم دراسة بعضهم المسبقة للفرنسية.

وقالت الطالبة آمنة حبلص لتلفزيون سوريا، إنها تشعر بالإحباط إزاء القرار، معتبرةً أنه يُهدر الجهود التي بذلتها خلال العام الماضي. وكانت آمنة قد نجحت في امتحانات العام الفائت، وتعتزم إعادة التقديم هذا العام لتحسين معدلها، إلا أن القرار يمنعها من اختيار الفرنسية مجدداً، علماً أنها تقدّمت لها سابقاً.

وأضافت: “درست الفرنسية واخترتها بديلاً عن الإنجليزية، ومن الصعب الآن استرجاع معلومات لغة هجرتها لسنوات، خاصة أنني أسست نفسي باللغة الفرنسية”.

ولا تُعد آمنة حالة فردية، إذ يتشارك مئات الطلاب المستجدين والأحرار المصير ذاته، بعد أن التحقوا بمعاهد خاصة لتعلّم اللغة الفرنسية استعداداً لامتحاناتهم، ليُفاجؤوا بالقرار الجديد.

الطالب سعد نعمي، وهو أحد المتأثرين بالقرار، أوضح لتلفزيون سوريا أنه توجه لتسجيل بياناته للتقدّم إلى البكالوريا، لكن أحد الموظفين طلب منه اختيار اللغة الإنجليزية بدلاً من الفرنسية، ما دفعه إلى مغادرة المركز من دون استكمال التسجيل.

وتابع: “أمضيت عامين في دراسة الفرنسية، ولم أدّخر جهداً في تعلّم قواعدها، والعودة الآن إلى الإنجليزية تتطلب وقتاً لا أملكه قبيل الامتحانات”.

ويبحث طلاب كُثر عن بدائل تمكّنهم من الاستفادة من جهودهم في دراسة مادة الفرنسية، إذ قال الطالب عمران إن خياره الأخير سيكون تقديم الامتحان في مدينة اعزاز بريف حلب، موضحاً: “رغم مشقة الانتقال والتكاليف المترتبة علينا، إلى جانب عدم معرفتنا بطبيعة الأسئلة هناك، فإن العودة إلى الإنجليزية أكثر صعوبة من التنقّل إلى اعزاز”.

صورة أرشيفية - وزارة التربية والتعليم

في السياق ذاته، أعربت الطالبة فضيلة عن أملها في أن تعيد مديرية التربية النظر في القرار، مشيرةً إلى أن ضعف مستواها في اللغة الإنجليزية يعود إلى تنقلها المستمر بين المناطق خلال سنوات الدراسة الأولى نتيجة القصف، ما أثّر على تأسيسها اللغوي، واضطرت لاحقاً للتركيز على تعلّم الفرنسية.

مديرية التربية في إدلب تنفي وجود متعلّمين للفرنسية

بدأ تهميش مادة اللغة الفرنسية في إدلب منذ عام 2018، وهو العام الأخير الذي نظّمت فيه مديرية التربية مسابقة لمعلمي المادة، قبل أن تُحذف نهائياً من مناهج التعليم الإعدادي والثانوي عام 2021.

ونفى مدير الإشراف التربوي، محمد حلاق، وجود طلاب تأسّسوا في اللغة الفرنسية، مُستشهداً على ذلك بإلغاء المادة من المراحل الانتقالية منذ سنوات. وقال لموقع تلفزيون سوريا: “تغيير اللغة في مرحلة الشهادة هو محاولة لتحصيل درجات أعلى، بدفع من معلمي الدورات الذين حوّلوا المسألة إلى تجارة معلومات، وليست تعليم لغة كما يدّعي البعض”.

وبحسب مدرّس اللغة الفرنسية مصطفى اليحيى، فإن نحو 3500 طالب تقدّموا لاختبار الفرنسية في عام 2023، لم يحصل من بينهم على العلامة الكاملة سوى 30 طالباً.

التعليم

وأشار في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إلى ضرورة تعليم هذه اللغة في المدارس، بقوله: “الفرنسية تأتي في المرتبة الثانية عالمياً بعد الإنجليزية، وتُعد من اللغات الأساسية في النظام التعليمي السوري منذ أكثر من ثمانين عاماً، كما أن معظم البعثات العلمية تتوجه إلى فرنسا، ما يؤكد أهمية استمرار تعليمها”.

 

شارك هذا المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى