الأكاديمي ومدير تلفزيون سوريا.. حمزة المصطفى وزيراً للإعلام في مهمة وطنية جديدة

كلف الدكتور حمزة المصطفى وزيراً للإعلام في الحكومة السورية، لينهي بذلك مسيرته في إدارة تلفزيون سوريا على مدار خمس سنوات، تطورت فيها المؤسسة الإعلامية السورية الأكبر والأكثر تأثيراً وحضوراً في المشهد السوري.
منذ توليه إدارة تلفزيون سوريا عام 2020، برز اسم الدكتور حمزة المصطفى كأحد أبرز الوجوه الإعلامية السورية التي جمعت بين المهنية والوعي السياسي بناء على تحصيله الأكاديمي ومسيرته المهنية في الصحافة والإعلام، وقاد المؤسسة الإعلامية إلى مكانة متقدمة في المشهد الإعلامي السوري.
اليوم، ومع تكليف الرئيس السوري أحمد الشرع له بتولي وزارة الإعلام في الحكومة السورية الجديدة، ينتقل المصطفى من إدارة الكلمة والصورة إلى إدارة سياسة إعلامية وطنية شاملة، مستنداً إلى سجل مهني حافل ورؤية واضحة لدور الإعلام في بناء الدولة والمجتمع.
في هذه السيرة الذاتية، نقترب من سيرة رجل قاد تحولاً إعلامياً لافتاً، وها هو يستعد اليوم لمرحلة جديدة أكثر صعوبة في قلب الدولة.
السيرة الأكاديمية:
- حصل الدكتور حمزة المصطفى (مواليد حماة عام 1985) على درجة البكالوريس في العلوم السياسية من جامعة دمشق عام 2007 وأكمل فيها دراسة الماجستير في تخصص العلاقات الدولية قبل فصله منها عام 2012 بسبب مواقفه المؤيدة للثورة السورية
- حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في تخصص السياسات المقارنة من معهد الدوحة للدراسات العليا عام 2017
- حصل على درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية من جامعة إكستر في المملكة المتحدة
السيرة المهنية:
- عمل منذ بداية عام 2011 وحتى عام 2018 باحثاً في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة متخصصاً في الدراسات السورية وسكرتيراً للتحرير في مجلة “سياسات عربية”.
- له العديد من الكتب والدراسات المحكمة باللغتين العربية والإنكليزية في الإعلام، والتحول الديمقراطي، وحقل دراسات الحركات الإسلامية المسلحة.
- من أبرز إصداراته كتاب “المجال العام الافتراضي في الثورة السورية: الخصائص، الاتجاهات، آليات صناعة الرأي العام”
- عمل في الفترة الممتدة ما بين عام 2019 و2020 كمشرف للتحرير في التلفزيون العربي في لندن
- شغل منذ منتصف عام 2020 وحتى آذار 2025 منصب المدير العام لشبكة تلفزيون سوريا
بدأ بث تلفزيون سوريا ومنصاته في عام 2018 بدعم من “شبكة فضاءات” يراعي تطلعات الصحفيين السوريين في مأسسة الصحافة الحرة، وكانت الانطلاقة في هذا العام الرهان الأكبر والمواجهة الأصعب للإعلام، للتعاطي العام الذي منيت به الثورة السورية بهزائم كبيرة عسكرياً بحكم التدخل الروسي والإيراني وميليشياتهم، ونجم عن ذلك تهجيرات قسرية لعشرات آلاف السوريين من مناطق عديدة.
وشغل الدكتور حمزة المصطفى منصب المدير العام لتلفزيون سوريا في منتصف عام 2020 بعد انحسار مساحة سيطرة الثوار على شمال غربي سوريا وتهجير أكثر من مليون شخص من أرياف حماة وحلب وإدلب ومجازر مروعة راح ضحيتها الآلاف، فكانت مهمة تلفزيون سوريا ومن يديره أكثر صعوبة، للحفاظ على سردية الثورة السورية وليتبنى قيمها في الهزيمة قبل النصر الذي تكلل في معركة التحرير الأخيرة وكان لأجلها تلفزيون سوريا حاضراً جاهزاً.
كلمة وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى خلال إعلان تشكيل الحكومة الجديدة
وفي كلمته خلال إعلان تشكيل الحكومة الجديدة، قال المصطفى: “نجحت الثورة السورية في استعادة المجال العام بعد عقود من قتل السياسة واستخدام العنف أداة وحيدة للبقاء والاستمرار في عهد النظام المخلوع”.
وأضاف المصطفى: “وعليه لا تستقيم عملية بناء الدولة دون استراتيجية إعلامية شاملة متعددة المستويات والطبقات، استراتيجية تتنوع أدواتها ما بين قديم لا يستغنى عنه وجديد لا يمكن مقاومته، وأتحدث هنا عن الذكاء الصناعي التوليدي، لا سيما مع انخراط الأجيال الشابة فيها، وهي أجيال تتوق إلى المشاركة بفاعلية”.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تستثمر بالموضوعية منهجاً من دون أن تخفي انحيازاتها، وتعلي الاحترافية أداة، وتؤطرها مرجعية قانونية وأخلاقية تحدد ضوابط العمل الإعلامي دون مساس بحرية التعبير، وتتصدى في الوقت ذاته لمن يستغلها في تعزيز الاستقطاب والشرخ المجتمعي.
وأوضح أن حاجة السوريين إلى الالتقاء وإنجاح التجربة هي “أسمى أمانينا”، ولا تكون إلا بجهد جماعي ووعي جمعي حصيف يترجم ذلك من خلال إعادة تفعيل الإعلام الرسمي ليطلع بنقل الأخبار والمعلومة، ويواجه الشائعات والمعلومات المضللة، ويشكل مصدراً موثوقاً ذا صدقية للجمهور بمختلف شرائحه.
وأضاف قائلاً: “هنا يظهر دور وكالة الأنباء الرسمية والقنوات الرسمية والمنصات وكل ما يرتبط بها على المستوى الكلي، وما يرتبط بها أيضاً على مستوى المحافظات، حتى لا نركز على المستوى الكلي فقط، بل ننزل إلى حيوات الناس ونشاهد بشكل أو بآخر اهتماماتهم وأولوياتهم، بحيث يشعر المواطن بأنه ممثَّل وحاضر في الدولة”.
وأكد أن هذا لا يتم إلا من خلال تفعيل المكاتب الإعلامية في الوزارات المختلفة، وإعادة ربطها ببعض لكي تكون قادرة على تقديم المعلومة اليومية دائماً للمواطن، حتى يتمكن من ممارسة دوره الرقابي.
وتابع: “يحتاج الإعلام الرسمي أيضاً إلى إعلام خاص مستقل يكمله بما يوفر الديناميكية ويمنع التكلس، لكن إعلام ينتظم بمحددات واضحة ليلعب أدواراً إيجابية لا هدامة”.
وختم بالقول: “بهدي ما سبق، وبما تحتمه المسؤولية علينا، نمد يدنا لجميع الإعلاميين بمشاربهم الفكرية والسياسية والمؤسساتية المختلفة، لنبدأ معاً صفحة تتسع لنا جميعاً، وتعلي من قيم الحرية والانفتاح ووعي الانتماء اللازم لبناء دولة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات”.
شارك هذا المقال