بعد انقطاع شامل بسبب أعطال في الشبكة الوطنية.. عودة تدريجية للكهرباء في سوريا

أعلنت السلطات السورية عن عودة تدريجية للتيار الكهربائي إلى مختلف المحافظات، بعد ساعات من انقطاع شامل ضرب البلاد نتيجة خلل فني في المنظومة الكهربائية.
وقال مدير عام المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، خالد أبو دي، إن التيار الكهربائي عاد إلى محافظات حمص وحماة وطرطوس، مشيراً إلى أن إعادة الإقلاع الكامل للمحطات ستستغرق عدة ساعات حتى يعود الاستقرار الكهربائي إلى جميع المدن.
خلل فني يؤدي لانقطاع شامل
ومساء الثلاثاء، شهدت سوريا انقطاعاً عاماً للكهرباء نتيجة خلل فني في المنظومة الكهربائية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مدير مؤسسة الكهرباء.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الطاقة السورية، لوكالة “رويترز”، إن “عدة أعطال في نقاط مختلفة من الشبكة الوطنية أدت إلى تعتيم شامل”.
ووفق المصادر الرسمية، فإن السبب الرئيسي وراء الانقطاع هو خروج محطة توليد حلب الحرارية عن الخدمة، مما أدى إلى فصل جميع محطات التوليد بشكل متتالٍ.
وذكرت المصادر أن عطلاً في خطوط التوتر العالية في المنطقة الجنوبية تسبب بحدوث “هزة على الشبكة الكهربائية”، مما دفع محطات التوليد في وسط سوريا وشمالها إلى التوقف عن العمل كإجراء احترازي.
وأكدت المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء أن الفرق الفنية عملت بشكل مكثف على إصلاح الأعطال، مشيرةً إلى أن عملية إعادة تشغيل المحطات وإقلاع العنفات تتطلب وقتاً يتراوح بين عدة ساعات وحتى 24 ساعة للوصول إلى استقرار كامل في الشبكة.
أزمة الكهرباء في سوريا
وتعاني سوريا منذ سنوات من أزمة كهرباء خانقة نتيجة عدة عوامل، أبرزها نقص الوقود والغاز، وغياب الصيانة الدورية لمحطات التوليد، إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية الكهربائية خلال أكثر من 14 عاماً من الحرب.
كما تؤثر العقوبات الدولية المفروضة على سوريا على إمكانية استيراد المعدات اللازمة لإصلاح الشبكة الكهربائية وتطويرها.
وسبق أن أشار وزير الكهرباء السابق، عمر شقروق، إلى أن إجراء صيانة لبعض المحطات مطلع شهر رمضان أدى إلى زيادة ساعات التغذية، موضحاً أن خطة الوزارة بعد استلام كميات جديدة من الفيول تهدف إلى رفع ساعات التغذية إلى 8 ساعات يومياً.
وكشف الوزير السابق عن خطة الوزارة لتأمين الكهرباء للمدن الصناعية على مدار الساعة، لكنه أوضح أن تحقيق تغذية كهربائية دائمة يتطلب تأمين 23 مليون متر مكعب من الغاز و5 آلاف طن من الفيول يومياً، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً في ظل الظروف الحالية.
وتسعى السلطات السورية إلى إعادة تأهيل قطاع الكهرباء وتحسين التغذية في مختلف المناطق، لكن استمرار الأعطال المتكررة ونقص الوقود يبقي الأزمة قائمة، مما يفرض تحديات كبيرة على المواطنين الذين يعتمدون بشكل متزايد على البدائل مثل المولدات الخاصة والطاقة الشمسية.
شارك هذا المقال