المقالات

ندوة تناقش “الاتفاق بين قسد ودمشق والسياسة التركية في ظل التطورات الإقليمية”

Reading Time: 1 minute

عقد مركز حرمون للدراسات المعاصرة، يوم الأحد 13 نيسان/ أبريل 2025، ندوة حوارية بعنوان “مسار الاتفاق بين قسد والحكومة السورية وسياسة تركيا في ظلّ التطورات الأمنية”، بمشاركة كلٍّ من رسول طوسون، كاتب صحفي وبرلماني تركي سابق؛ وبدر ملا رشيد، باحث ومدير مركز رامان للدراسات. وأدارت الندوة أسماء صائب أفندي، مديرة منتدى حرمون الثقافي في إسطنبول.

تناولت الندوة سلسلة من المحاور المتعلقة بالتطورات الأخيرة على الساحة السورية، ولا سيما ما يتعلق بالاتفاق الموقع بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والتأثيرات الإقليمية والدولية لهذه الخطوة، مع التركيز على الموقف التركي من هذه التطورات.

أشار رسول طوسون إلى أن الاتفاق بين الحكومة السورية و(قسد) يأتي في ظلّ تحولات كبيرة على المستويين الإقليمي والدولي، وأوضح أن تركيا، رغم تحفظاتها السابقة، بدأت تعيد النظر في استراتيجيتها تجاه الأراضي السورية بعد سقوط النظام السابق، حيث أكّدت دعمها لوحدة الأراضي السورية، وهو ما يعكس تغييرًا واضحًا في الرؤية التركية.

وأضاف طوسون أن العلاقات التركية السورية شهدت تحسنًا ملحوظًا، مشددًا على أن تركيا أصبحت أكثر تعاونًا مع الإدارة الجديدة في دمشق، وترى أن استقرار سورية يخدم الأمن القومي التركي. وأشار إلى أن تركيا لديها بعض المخاوف بشأن وجود بعض الجماعات الكردية المسلحة التي تعتبرها تهديدًا لأمنها، لكنها تعمل على بناء تفاهمات جديدة مع الحكومة السورية لمعالجة هذه القضايا.

وفي ما يتعلق بالموقف الأميركي، قال طوسون إن الولايات المتحدة لم تتبنَ موقفًا واضحًا حتى الآن، لكنه لاحظ أن واشنطن تعتمد بشكل متزايد على تركيا كشريك استراتيجي في المنطقة. وأكد أن أميركا لن تستطيع الانسحاب فجأة من شمال شرق سورية دون حلول سياسية شاملة، مشيرًا إلى أن (قسد) ستواجه ضغوطًا لدمج قواتها في الجيش السوري أو تسليم أسلحتها.

بدوره، قدّم بدر ملا رشيد تحليلًا عميقًا حول الاتفاق الموقع بين (قسد) والحكومة السورية، ولفت إلى أن الاتفاق يتضمن بنودًا مهمة، إلا أن هناك نوعًا من انعدام الثقة بين الطرفين، يعوق تنفيذ خطوات جدية على الأرض حتى الآن.

وأكد ملا رشيد أن هناك مؤشرات إيجابية على بناء الثقة، مثل انسحاب (قسد) من مناطق استراتيجية، مثل الشيخ مقصود والأشرفية، من دون حدوث مواجهات، ودخول قوات الحكومة السورية إلى مناطق شرق الفرات، وقال إن هذه الخطوات تشير إلى وجود تفاهمات أولية بين الطرفين، ولكنها تحتاج إلى تعزيز عبر إجراءات عملية.

وأوضح أن موضوع نزع السلاح وإعادة دمج القوات يمثّل تحديًا كبيرًا، في ظل تصريحات قادة (قسد) الذين يطالبون بإدارة ذاتية أو نظام فدرالي، معتبرًا أن هذه المطالب قد تكون نتيجة ضغوط خارجية، من إسرائيل والولايات المتحدة خاصةً، لكونهما تدعمان فكرة تقسيم سورية.

وحول مستقبل التعليم والإدارة المحلية، قال ملا رشيد إن هناك توافقًا بين الطرفين على إدارة ملف التعليم، وهو ما يعكس رغبة مشتركة في تحقيق الاستقرار. ورأى أن هذه الخطوة قد تكون بداية لتفاهمات أوسع حول الخدمات العامة والإدارة المحلية.

وركّز المتحدثان على الدور الإقليمي والدولي في التطورات السورية، إذ رأى طوسون أن تركيا تسعى لأن تكون لاعبًا رئيسيًا في مستقبل سورية، بعد تراجع النفوذ الإيراني وعودة سورية إلى الحضن العربي، ولفت النظر إلى أن تركيا تعمل على إلغاء تنظيم PKK، وهو ما سيؤثر مباشرة في مستقبل (قسد).

أما ملا رشيد، فأشار إلى أن الدول العربية، ومنها السعودية والأردن والإمارات، أصبحت أكثر دعمًا لسورية، مما يعزز فرص الاستقرار، مؤكدًا أن سورية بحاجة إلى اتفاقية دفاع مشتركة مع دول الجوار، ومنها تركيا، لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المتكررة.

واختتمت الندوة بتأكيد المتحدثين أهمية الحوار الوطني السوري لتجاوز الخلافات وإعادة بناء الدولة، وأشارا إلى أن التحديات كبيرة، لكن الفرص متاحة لتحقيق الاستقرار، إذا تم التعامل مع الملفات الشائكة بحكمة ورؤية استراتيجية.

ولاقت الندوة ترحيبًا وتفاعلًا من الحضور، وبدا ذلك من خلال طرح الأسئلة ومناقشة المتحدثين، مما عكس اهتمامًا واسعًا بالقضايا المطروحة واستشراف الحلول المستقبلية.

يمكن متابعة الندوة كاملة من خلال الرابط: https://www.facebook.com/share/v/16FBmpHtYx/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى