ما حقيقة رفع أعلام روسية في ريف حلب

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، 27 من حزيران، صورًا تظهر أعلامًا روسية مرفوعة فوق مبنى مهجور قرب بلدة نبّل بريف حلب الشمالي.
الحادثة أحدثت تضاربًا في الروايات بين من اعتبرها صورًا قديمة قبل سقوط حكم الرئيس المخلوع، بشار الأسد، ومن قال إنها حديثة ومتصلة بأحداث أمنية تشهدها سوريا مؤخرًا.
رواية مغايرة تقول إن الأعلام رفعت مؤخرًا على يد أحد عناصر “فلول النظام السابق” في المنطقة بهدف إثارة البلبلة، وإظهار نبل وكأنها موالية تمامًا للوجود الروسي، بما يعيد للأذهان نزاعات مسلحة وخلافات شهدتها بعض مناطق الساحل السوري في ظروف مشابهة.
الصور، التي تظهر ثلاثة أعلام روسية فوق بناء مهجور، انتشرت بالتزامن مع وجود عنصر من الأمن العام في صورة أخرى إلى جانب مركبة رسمية، وهو يزيل الأعلام الروسية، ما يمكن اعتباره تأكيدًا على أن الصورة حديثة ومرتبطة بوجود رسمي.
عنب بلدي تواصلت مع أحد سكان بلدة نبل، والذي أكد رفع العلم على مبنًا يقع على الطريق الدولي الواصل بين حلب وغازي عينتاب قرب البلدة، وليس ضمن النطاق السكاني.
وأشار إلى أنه لم يسجل أي وجود لأعلام روسية داخل أحياء المدينة، مرجحًا أن المبنى لم يشهد أي نشاط حديث قبل واقعة رفع الأعلام.
كما أشار إلى وجود حاجز ثابت للأمن العام عند مدخل نبل، يمنع دخول أي عناصر فصائلية إلى المدينة إلا بشكل فردي ومن دون سلاح، ما يجعل من سيناريو وجود جهة مسلحة داخل المدينة أمرًا مستبعدًا.
ورجّح أن يكون الهدف من رفع الأعلام “إثارة الفتنة في المنطقة”، وهي حادثة وصفها بـ”الفردية” أو مدفوعة من جهة تسعى لإحداث بلبلة إعلامية، مشيرًا إلى أن الأوضاع داخل بلدة نبل مستقرة.
وحتى لحظة تحرير التقرير، لم تصدر أي تصريحات رسمية من مجلس مدينة نبل أو جهات أمنية محلية حول الحادثة، كما لم تسجّل تحركات داخل المدينة، ما يؤكد أن الصور الملتقطة لا تعكس حدثًا داخل النطاق المدني.
توقيت حساس
جاء تداول الصور في توقيت تشهد البلاد توترًا أمنيًا، عقب تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، ما يضع الحادثة في سياق سياسي وطائفي، وسط احتمالات لتوظيف رموز كالعلم الروسي بهدف خلق توتر في مناطق ذات تركيبة طائفية خاصة.
وتقع بلدة نبل، التي تسكنها أغلبية من المذهب الشيعي، في ريف حلب الشمالي، وتعرضت لحصار من فصائل المعارضة سابقًا.
وفك النظام السابق والقوات الحليفة له الحصار عنها وعن بلدة الزهراء المجاورة لها عام 2016، قبل أن تسيطر عليها قوات المعارضة، إبّان معارك “ردع العدوان” التي انطلقت أواخر تشرين الثاني 2024.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى