بورصة السعودية تواصل موجة تصحيح وسط تعاملات انتقائية

واصلت سوق الأسهم السعودية مسارها التصحيحي للجلسة السادسة على التوالي، وسط تعاملات تتسم بالانتقائية والتركيز على أخبار الشركات ونتائجها الفصلية، مع تجاهل المستثمرين لتأثير التصعيد التجاري للرئيس الأميركي دونالد ترمب.
هذا التجاهل للتوترات التجارية يأتي اتساقاً مع اتجاه الأسواق العالمية. المؤشر العام للسوق “تاسي” أنهى جلسة اليوم منخفضاً بنسبة 1% عند 11195 نقطة تحت وطأة هبوط جماعي للقطاعات القيادية، على رأسها البنوك والطاقة والاتصالات. كان سهم “سابك” هو الوحيد الذي استقر خلال تعاملات اليوم في مقابل انخفاض أسهم “أرامكو” و“مصرف الراجحي”، أكبر سهمين على المؤشر، و“البنك الأهلي” و“أكوا باور”.
يشير أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية”، إلى أن تسارع وتيرة تراجع السوق رغم انخفاض قيم التداول يدل على ضعف الطلب على الأسهم، تزامناً مع ترقب نتائج الشركات عن الربع الثاني.
وأضاف خلال مداخلة مع “الشرق”: “هذه الحالة لن تستمر طويلاً لأن النتائج ستظهر في أي لحظة. ستحاول السوق التماسك في مطلع جلسة الغد لكنها إذا فشلت في ذلك، فسيزيد قلق المتعاملين، وربما يؤدي هذا إلى مزيد من التراجع”.
في قطاع المواد الأساسية، ارتفع سهم “المتقدمة للبتروكيماويات” أكثر من 3% ليستمر زخم إعلان الشركة أمس عن قفزة بأكثر من 95% في الأرباح الصافية خلال الربع الثاني من العام.
وقال الرشيد إن رهانات المستثمرين بدأت تنشط على شركات البتروكيماويات، بعد فترة طويلة من النظرة التشاؤمية تجاه القطاع، للتمركز استعداداً لإعلان النتائج المالية لباقي الشركات.
من جانبه، يرى ثامر السعيد، الرئيس التنفيذي للاستثمار في “بي إل إم إي كابيتال” (BLME Capital) أن السوق تشهد في الآونة الأخيرة انخفاضاً في السيولة، وهو ما يجعل المؤشر عرضة للتذبذب في كلا الاتجاهين صعوداً وهبوطاً مع أي تحرك من المستثمرين.
وأضاف خلال مداخلة مع “الشرق”: “اليوم لا توجد أي أخبار جوهرية مؤثرة على السوق، لذلك يظل الوضع على ما هو عليه. يحاول المستثمرون تحقيق مكاسب من الفروق السعرية التي تطرأ أثناء جلسة التداول”.
لكنه أشار إلى أن دخول “مورغان ستانلي” (Morgan Stanley) كصانع للسوق على 40 سهماً أمر جيد ومن شأنه تقليل التذبذب الذي تشهده السوق بعض الشيء.
وفي أحدث بيانات اقتصادية بالمملكة، تسارع معدل التضخم السنوي في السعودية قليلاً إلى 2.3% خلال يونيو، مقارنة بـ2.2% في مايو، بحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء.
تجاهل للتصعيد التجاري
رغم التصعيد الأميركي في الملف التجاري، ارتفعت مؤشرات وول ستريت والأسهم الآسيوية، ما يعكس نظرة المستثمرين بأن التهديدات الأميركية هي مجردة أداة ضغط للتفاوض، في حين تراجعت أسعار النفط بعدما أحجم ترمب عن فرض عقوبات على النفط الروسي.
انخفض سعر خام “برنت” لتسوية سبتمبر بنسبة 1.6% ليصل إلى 69.21 دولار للبرميل، كما هبط خام “غرب تكساس” الوسيط بنسبة 2.1% ليستقر دون 67 دولاراً للبرميل.
Source link