انتخاب فريدريش ميرتس مستشارًا لألمانيا.. من هو؟

انتخب البرلمان الألماني، زعيم حزب “الاتحاد المسيحي”، فريدريش ميرتس (69 عامًا) مستشارًا جديدًا لألمانيا، وذلك خلال جولة التصويت الثانية التي أجراها البرلمان الألماني، بعد ظهر الثلاثاء 6 من أيار.
وجاء ذلك بعد إخفاقه في جولة التصويت الأولى في البرلمان حيث حاز تأييد 310 أصوات فقط، أي أقل بستة أصوات من الأغلبية المطلوبة، والبالغة 316 صوتًا كحد أدنى للفوز بمنصب المستشار.
وبذلك يحل ميرتس محل المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس، ويصبح المستشار العاشر لألمانيا.
و بحسب موقع “DW”، حصل ميرتس في عملية اقتراع سرية على الأغلبية المطلقة بتأييد 325 صوتًا.
تعد كتلتا “الاتحاد المسيحي” (حزبي الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتنماعي البافاري) والحزب “الاشتراكي الديمقراطي” طرفا الائتلاف الحاكم الذي سيقوده ميرتس، وتملكان معًا 328 صوتًا في البرلمان.
وأدى ميرتس اليمين الدستورية أمام البرلمان الألماني.
وكان ميرتس بحاجة 316 صوتا للحصول على الأغلبية اللازمة لانتخابه مستشارًا، لكنه لم يحصل في الجولة الأولى سوى على 310 أصوات.
ووفق الموقع الألماني، فإن فشل ميرتس مرشح المستشارية في جولة التصويت الأولى بهذا الشكل يعد أمرًا غير مسبوق في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية، فلم يحدث من قبل أن فشل مستشار مرشح في نيل الثقة داخل البرلمان بعد نجاح حزبه في الانتخابات البرلمانية وإتمام مفاوضات تشكيل الائتلاف.
من فريدريتش ميرتس؟
سياسي وخبير اقتصادي ألماني، كاثوليكي محافظ، تم انتخابه رئيسا للحزب المسيحي الديمقراطي في يناير 2022 وفاز في الانتخابات الألمانية 2025. وُيعرف عن ميرتس انتماؤه للخط المحافظ في الحزب ومعارضته لجناح المستشارة السابقة أنجيلا ميركل.
ولم يسبق لميرتس تولي أي مسؤولية قيادية سياسية محددة، فهو لم يكن من قبل وزيرًا اتحاديًا أو رئيس وزراء ولاية، ولا حتى عمدة مدينة صغيرة.
والآن سيكون المستشار الأكبر سنًا لألمانيا، منذ المستشار كونراد أديناور، أول رئيس حكومة ألمانية من عام 1949 حتى عام 1963.
وعمل ميرتس نائبًا في البرلمان الأوروبي من عام 1989 حتى عام 1994، وبعد ذلك نائبًا في البرلمان الألماني، طيلة 15 عامًا، من عام 1994 حتى عام 2009، ووصل خلال هذه الأعوام إلى قمة كتلته النيابية، ولكنه خسر بعد ذلك الصراع على السلطة أمام أنجيلا ميركل الصاعدة آنذاك.
فريدريش ميرتس رجل قانون اقتصادي من زاورلاند، وهي منطقة تقع في ولاية شمال الراين وستفاليا، شرقي منطقة الرور، ولا يزال يعيش فيها حتى اليوم. وهذه المنطقة معروفة بطبقتها المتوسطة وبالسياحية الريفية وبأنّها كاثوليكية محافظة.
وعلى الرغم من أنّ فريدريش ميرتس لم يتطرق في مؤتمره الصحفي الأول بعد الانتخابات التي أهلته لتولي منصب المستشار، إلى الحديث بشكل مفصل حول السياسة الألمانية المستقبلية تجاه الشرق الأوسط، فقد كانت لديه رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إنه يعرفه جيدًا.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكابه جرائم حرب في غزة. ومع ذلك فقد قال ميرتس إنه أكد لنتنياهو “أن بإمكانه زيارة ألمانيا ومغادرتها من دون أن يتم اعتقاله في ألمانيا”.
وأضاف أن عدم تمكن رئيس وزراء إسرائيلي من زيارة ألمانيا يعتبر “فكرة منحرفة”.
أثر على اللاجئين السوريين
جمال قارصلي، السياسي والبرلماني السوريـ الألماني، قال في وقت سابق لعنب بلدي، إن الائتلاف الحكومي بقيادة فريديتش ميرتس، سيكرس سياسة عودة اللاجئين إلى بلادهم (ومن ضمنهم السوريون) دون إجبار أو ممارسة أي ضغوط، بحسب قارصلي، باستثناء أولئك الذين لديهم سجلات جنائية أو تورطوا في جرائم سواء في سوريا أو ألمانيا.
ولا يتوقع السياسي أن تضغط برلين على اللاجئين لديها لإعادتهم، مؤكدًا أن ألمانيا ساعدت السوريين سابقًا وتريد مساعدة سوريا في مرحلة النهوض حاليًا، ومن ضمن هذا الجهد السوريون أنفسهم الذين اندمجوا في المجتمع الألماني واكتسبوا خبرات جيدة في المجالات المختلفة.
الحكومة الألمانية المقبلة، التي شكلها هيرتس، اتفقت، في 9 من نيسان، على تدابير تهدف إلى الحد من الهجرة غير الشرعية، وشمل الاتفاق مجموعة من الخطوات أبرزها إلغاء تسريع منح الجنسية للمهاجرين المندمجين بشكل جيد، ورفض طالبي اللجوء على الحدود، وإتاحة الترحيل إلى سوريا، وتعليق لم شمل العائلات.
ووفقًا لوثيقة اتفاق الائتلاف، فإن هناك رغبة في تعليق لم شمل العائلات للأشخاص الذين يتمتعون بـ”وضعية الحماية الفرعية لمدة عامين”، وإلغاء جميع برامج القبول الاتحادية للاجئين، وعدم إطلاق برامج جديدة في المستقبل.
كما ستسعى الحكومة المقبلة لترحيل أفراد إلى سوريا وأفغانستان، بدءًا بالمجرمين والأشخاص الذين قد يشكلون خطرًا، وفق الوثيقة.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى