بريطانيا تقدم مساعدات لمتضررين من أحداث السويداء

أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستقدم مساعدات إنسانية لأكثر من 85,000 سوري ممن تضرروا إثر الأحداث الأخيرة في السويداء جنوبي سوريا.
وأوضحت الحكومة في بيان وصلت إلى عنب بلدي نسخة منه اليوم، الثلاثاء 5 من آب، أن هناك حزمة من المساعدات الطبية والإنسانية سيتم إرسالها لمساعدة النازحين من منازلهم، وستوزع المساعدات في محافظات السويداء ودرعا وريف دمشق.
وتتضمن حزمة المساعدات نشر فرق طبية متنقلة لتقديم الرعاية الصحية العاجلة للمحتاجين، بمن فيهم النازحون من منازلهم، بالإضافة إلى توصيل الأدوية ومعدات علاج الإصابات إلى المرافق الصحية، وتقديم الدعم الأساسي للنساء الحوامل والأمهات الجدد، كما ستوفر المساعدات الغذاء والمياه النظيفة وخدمات النظافة والصرف الصحي.
وأشارت الحكومة البريطانية إلى أن المساعدات تبلغ قيمتها 1.7 مليون جنيه إسترليني (أي ما يقارب مليارين و256 مليون دولار أمريكي)، وسيتم تقديمها من خلال شراكات المملكة المتحدة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، والهيئة الطبية الدولية (IMC)، والمنظمات السورية المحلية العاملة مع صندوق إغاثة سوريا (AFS).
ونوهت الحكومة أن لديها إجراءات صارمة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، مشيرة إلى التزامها بضمان الأمن الإقليمي والعالمي.
وقال وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني ، هيمِش فولكونر، إن “العنف المروع” في السويداء ترك الناس بلا طعام أو ماء أو وقود أو رعاية طبية، ونزح الكثيرون من ديارهم.
واعتبر فولكونر، أن الوضع الإنساني كارثي، لذا من الضروري استمرار وصول المساعدات الإنسانية، وذلك لضمان وصولها إلى مَن هم بأمس الحاجة إليها.
وأوضح أن هذه الحزمة من الدعم البريطاني ستوفر الرعاية الصحية والأدوية والغذاء والمياه النظيفة الضرورية إلى النازحين، جراء العنف الذي وقع مؤخرًا.
وأشار فولكونر في كلمة ألقاها بشأن سوريا في الأمم المتحدة، إلى أن بريطانيا تواصل دعوتها إلى وقف إطلاق نار مستدام في جنوبي سوريا، ومحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف الأخيرة.
وأكد فولكونر التزام المملكة المتحدة بدعم الانتقال السياسي الذي يمثل كل الأطياف ويشمل الجميع، ويحمي حقوق كل السوريين.
وتظل المملكة المتحدة ملتزمة بدعم الانتقال السياسي الشامل والتمثيلي، الذي يحمي حقوق جميع السوريين.
وأعادت المملكة المتحدة علاقاتها مع سوريا رسميًا، خلال زيارة وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إلى سوريا، ولقائه الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، ووزير الخارجية، أسعد الشيباني، في 5 من تموز الماضي.
وتعبر الزيارة البريطانية إلى دمشق عن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المتحدة والحكومة السورية، بشكل رسمي بعد سقوط النظام السابق.
وأوضح حساب الخارجية البريطانية في سوريا، عبر “إكس“، أن المملكة ستدعم سوريا بـ94.5 مليون جنيه إسترليني (129 مليون دولار) للتعافي والتعليم والمساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى مليوني جنيه إسترليني (2.7 مليون دولار) للقضاء على الأسلحة الكيماوية.
وتصل قوافل المساعدات الإنسانية إلى محافظة السويداء عبر الممبر الإنساني في بصرى الشام بريف درعا، آخرها قافلة مشتركة مقدمة من بعثة أممية مشتركة من وكالات الأمم المتحدة.
وضمت القافلة المشتركة 40 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية، شملت مواد غذائية، وإمدادات طبية، ووقودًا، ومواد نظافة صحية، ومواد إيواء، بالإضافة إلى معدات لدعم المنشآت الصحية، والأفران، والبنية التحتية الحيوية للمحافظة.
ويأتي إعلان بريطانيا عن تقديم المساعدات في أعقاب التصعيد الأخير الذي شهدته محافظة السويداء.
وبدأت الأحداث الدامية في السويداء بعمليات اختطاف متبادلة بين فصائل محلية في السويداء، موالية للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، وعشائر من البدو.
وفي 14 من تموز الحالي، دخلت قوات من وزارتي الداخلية والدفاع لفض النزاع الدائر، إلا أنها قوبلت بمواجهة من الفصائل بعد ورود أنباء عن انتهاكات من قبل القوات الحكومية.
وتدخلت إسرائيل على خط الصراع، ما أدى إلى انسحاب القوات الحكومية وتسليم الملف الأمني للفصائل المحلية، والتي ارتكبت أيضًا انتهاكات بحق عوائل من البدو.
وفق أحدث إحصائية صادرة عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” قتل ما لا يقل عن 814 سوريًا بينهم 34 سيدة و20 طفلًا، وستة أشخاص من الطواقم الطبية، وشخصان من الطواقم الإعلامية، في محافظة السويداء منذ اندلاع التوترات في 13 من تموز الحالي.
وتجددت الاشتباكات في 3 من آب، بين قوى الأمن العام السوري ومقاتلي العشائر من جهة، وفصائل محلية في السويداء من جهة أخرى، في محيط تل الحديد القريب من بلدة الثعلة، في الريف الغربي للمحافظة.