أبوظبي تتربع على عرش الذكاء الاصطناعي في المنطقة بنمو سنوي يبلغ 61%

يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي في إمارة أبوظبي طفرة غير مسبوقة، تعكس رؤية الإمارة الطموحة للتحول إلى مركز عالمي للابتكار والتقنيات المستقبلية.
فبفضل منظومة متكاملة من المؤسسات البحثية، والبنية التحتية المتطورة، والشراكات الإستراتيجية بين القطاع الحكومي والخاص، نجحت أبوظبي في تحقيق نمو سنوي قياسي في عدد شركات الذكاء الاصطناعي بنسبة بلغت 61%، مما يضعها في صدارة مراكز النمو على مستوى المنطقة ويعزز مكانتها كمحرك رئيسي للاقتصاد المعرفي.
نمو استثنائي وتصاعد في أعداد الشركات:
كشفت بيانات غرفة تجارة وصناعة أبوظبي أن عدد الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي في الإمارة وصل إلى 673 شركة بحلول يونيو 2024، ويمثل هذا العدد زيادة سنوية بنسبة بلغت 61% خلال المدة الممتدة من يونيو 2023 إلى يونيو 2024.
مع نسبة نموٍ بلغت 61% خلال 12 شهراً فقط، تعزز أبوظبي مكانتها الرائدة عالمياً في مجال الابتكار والبحث والتطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي.اكتشفوا قصة هذا النمو الاستثنائي في الفيديو الخاص بنا.#غرفة_أبوظبي #أبوظبي pic.twitter.com/d6HetIIMN0
— Abu Dhabi Chamber (@adchamber) August 11, 2025
ويُقدّر عدد الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي عالميًا بنحو 90,904 شركة حتى عام 2024، مما يُبرز مكانة أبوظبي كمركز بارز في هذا المشهد المتسارع، كما يضع هذا النمو المتسارع أبوظبي في صدارة مراكز الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما شهد النصف الأول من عام 2024 وحده تأسيس 150 شركة جديدة في هذا المجال، مما يعكس البيئة الجاذبة للاستثمار والابتكار.
أبوظبي تمتلك منظومة متكاملة للبحث والتطوير:
تتميز أبوظبي بوجود منظومة متكاملة ومتعددة الأبعاد لدعم الابتكار في الذكاء الاصطناعي، تشمل مؤسسات رائدة ومجالس متخصصة. ويأتي في مقدمتها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي تُعدّ أول جامعة للدراسات العليا في العالم متخصصة في الذكاء الاصطناعي، والتي تحتل مكانة مرموقة عالميًا بفضل أبحاثها المؤثرة وبرامجها المتخصصة في الرؤية الحاسوبية، والتعلّم الآلي، ومعالجة اللغات الطبيعة، وعلم الروبوتات، وعلوم البيانات.كما تساهم بفعالية في تنمية رأس المال البشري واستقطاب الكفاءات الدولية.
كما تشمل منظومة الابتكار في أبوظبي مجموعة من المؤسسات والهيئات الإستراتيجية، التي تشمل:
- مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة: هو الجهة التي تتولى صياغة السياسات والإستراتيجيات المتعلقة بالبحث العلمي، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
- مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة: هو الجهة المسؤولة عن وضع إستراتيجية البحث في إمارة أبوظبي ضمن القطاعات الأكاديمية والصناعية، كما يُعدّ مسؤولًا عن تسهيل أنشطة الاستثمار والتمويل ووضع السياسات واللوائح للمساهمة في الوصول إلى عملية مرنة وفعالة في اتخاذ القرارات.
- منظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي (Hub71): هي الوجهة الرائدة في أبوظبي لدعم الشركات التقنية الناشئة في كافة القطاعات، مما يوفر ميزة تنافسية ضمن بيئة تقنية مستدامة.
- معهد الابتكار التكنولوجي: هو الذراع البحثية التطبيقية التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، ويضم 9 مراكز بحثية متخصصة يركز كل منها في واحد من مجالات التكنولوجيا المتقدمة ذات الأولوية.
- شركة (AI71): المتخصصة في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي المؤسسية في أبوظبي.
- مجموعة (جي 42): تهدف مجموعة (جي 42) المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية إلى تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي عبر العديد من القطاعات.
وتُظهر هذه المنظومة تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص، بهدف تحقيق تحولات ملموسة في قطاعات إستراتيجية مثل الرعاية الصحية، والخدمات اللوجستية، والتمويل، والتعليم، والفضاء، والطاقة، الطيران، والضيافة.
ويعزز هذا التحول من خلال تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المفتوحة المصدر، التي تتيح للباحثين والمبتكرين حول العالم الوصول إلى أدوات متقدمة، كما يزيد هذا النهج من جاذبية أبوظبي كمركز عالمي للاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، ويُسهم في ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة للابتكار.
تحول إستراتيجي ونضج القطاع:
كشفت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي أن أكثر من 58% من شركات الذكاء الاصطناعي في الإمارة تركز أنشطتها في الابتكار والبحث والاستشارات، مما يؤكد وجود بيئة أعمال متقدمة قائمة على المعرفة والبحث العلمي.
وتمثل خريطة الطريق الإستراتيجية الجديدة لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي للمدة الممتدة من 2025 إلى 2028 محورًا أساسيًا في دفع التحول الاقتصادي بالإمارة، لأنها تركز في تسهيل ممارسة الأعمال، وتطوير السياسات الداعمة، وتعزيز تكامل المنظومة الاقتصادية.
وفي إطار هذه الخريطة، تضم مجموعة العمل المعنية بدعم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا نخبة من قادة القطاع، ويهدف هذا التعاون إلى رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، مما يمنح الإمارة ميزة تنافسية فريدة ويُرسخ مكانتها كمركز ريادي للابتكار والمشاريع التكنولوجية المتقدمة.