اشتباكات بين “الدفاع” و”قسد” في دير الزور

اندلعت اشتباكات بين قوات وزارة الدفاع السورية و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في دير الزور شرقي سوريا، في الساعات الأولى من فجر اليوم، الخميس 14 من آب، تزامنًا مع سقوط قذائف داخل المدينة.
وقال مصدر في وزارة الدفاع السورية، لعنب بلدي، تحفظ على ذكر اسمه، إن الاشتباك الذي وقع بين ضفتي نهر الفرات كان نتيجة لإطلاق نار خرج من مناطق سيطرة “قسد” باتجاه نقاط الجيش السوري، الذي رد على مصدر النيران.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور، أن اشتباكات وصفها بالعنيفة، بين وزارة الدفاع و”قسد” تركزت في منطقتي البغيلية التي تسيطر عليها الحكومة والجنينة بريف دير الزور الغربي حيث تسيطر “قسد”.
استُخدم الطرفان في هذه المواجهات أسلحة رشاشة وقذائف “RPG”، ما أدى إلى إصابة أحد الصيادين بالقرب من مقر الأمم المتحدة بمدينة دير الزور عند فندق “بادية الشام”، وفق المراسل.
وتزامنت هذه الاشتباكات مع سماع دوي انفجارات داخل مدينة دير الزور.
واندلعت اشتباكات أخرى بين قوات “الفرقة 66” التابعة للجيش السوري، المتمركزة على ضفاف نهر الفرات في بلدة الدوير، وعناصر “قسد” الموجودين في بلدة غرانيج على الضفة المقابلة للنهر.
وحتى لحظة تحرير الخبر، لم تعلق الحكومة السورية أو “قسد” على الاشتباكات بين الجانبين.
أسرى من “قسد”
وفي السياق، شهدت بلدة غرانيج الواقعة شرقي ديرالزور اشتباكات عنيفة، مساء أمس، بعد قيام مسلحين مجهولين بأسر أربعة عناصر تابعين لـ”قسد” لتقتحم الأخيرة البلدة وتشتبك داخلها مع عدد من السكان ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين.
وبحسب المراسل، حاصرت عناصر “قسد” منازل عائلتي الهايس والمهيدي في بلدة غرانيج، إلا أن منازل العائلتين خالية لم يتبقّ فيها سوى الأطفال والنساء.
كما شنت “قسد” حملة تمشيط ومداهمات واسعة في بلدتي الجيعة والجنينة واستهدفت منازل عائلة العليان، واستقدمت تعزيزات عسكرية إلى بلدة الجنينة غربي دير الزور.
وشهدت ضفتا نهر الفرات في مدينة البوكمال شرقي دير الزور، توترًا أمنيًا، عقب مقتل مدني استهدفه قناص يتهم بأنه تابع لـ”قسد” وفق مراسل عنب بلدي، في 20 من تموز الماضي.
وبحسب مراسل عنب بلدي، أثارت الحادثة غضبًا واسعًا بين الأهالي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات متقطعة بين سكان من مدينة البوكمال وعناصر من “قسد” على طول ضفتي نهر الفرات.
في أعقاب ذلك، استقدمت “قسد” تعزيزات عسكرية من ساحة هجين، وتمركزت بين منازل المدنيين في المناطق المقابلة لمدينة البوكمال، وسط استنفار أمني مكثف.
وقصفت “قسد” وادي علي بعدة قذائف اقتصرت على الأضرار المادية، وفق المراسل.
وتسيطر الحكومة السورية على الطرف الغربي من نهر الفرات، بينما تتمركز “قسد” على الطرف الشرقي من النهر.
وكان مراسل دير الزور، أشار في وقت سابق، إلى تخوف لدى “قسد” من توتر بينها وبين العشائر العربية المتواجدة في المنطقة، نقلًا عن قيادي في “قسد” رفض ذكر اسمه لدواعٍ أمنية.
وقال القيادي، إن تخوف “قسد” ينبع من ارتباط الكثير من أبناء العشائر في مناطق سيطرتها بالحكومة السورية.
تبادل اتهامات في ريف حلب
على جانب آخر، شهد ريف حلب الشرقي توترات واشتباكات بين الحكومة السورية و”قسد” وسط تبادل للاتهامات بين الجانبين، بخرق الهدنة، والاستفزاز.
وقالت دائرة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية، إن دوريات عسكرية لـ”قسد” تسللت فجر 12 من آب الحالي، نحو نقاط انتشار الجيش السوري في منطقة تل ماعز شرق حلب، واندلعت إثرها اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل أحد جنود الجيش السوري.
وحدات الجيش السوري ردت على مصادر النيران ضمن قواعد الاشتباك، وأفشلت عملية التسلل، وأجبرت القوات المتقدمة نحو موقع تل ماعز على الانسحاب إلى مواقعها الأصلية، بحسب دائرة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع.
بالمقابل، اتهمت “قسد”، في 11 من آب، القوات الحكومية بمحاولة استفزاز عناصر من “قسد”، إذ بدأت القوات الحكومية بتحركات وصفتها بـ”المشبوهة” في عدة مناطق، خاصة بلدة دير حافر والقرى التابعة بها.
وقالت “قسد” في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي، إن قوات الحكومة تستمر بخرق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنها لا ترد على خرق الاتفاق وتلتزم “الصبر”، حسب تعبيرها.
وهددت “قسد” بأنه في حال استمرار خرق وقف إطلاق النار، فإنها ستضطر للرد عليها من منطلق “الدفاع المشروع”.