ما قصة اختطاف مرافقي قافلة إغاثية بطريقها إلى السويداء

انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس 14 من آب، يُظهر مجموعة كانت ضمن قافلة إغاثية في طريقها للسويداء، تعرضت لكمين مسلح في 11 من آب الحالي.
مراسل عنب بلدي في درعا، قال إن من قام بتوقيف القافلة التي تعرض أفراد منها للاختطاف هي مجموعة مجهولة، على مفرق السهوة قبل معبر بصرى الشام في درعا بـ15 كيلومترًا.
وأوضح أن القافلة ليست تابعة لـ”الهلال الأحمر السوري” كما يشاع، بل هي قافلة نظمها أفراد متطوعون، إذ إن قوافل “الهلال الأحمر” عادة ما ترافقها دوريات للأمن العام.
الفيديو أظهر خمسة أشخاص، بينهم عابد أبو فخر وفداء عزام (أُعلن عن اختطافهما)، في حين لم تستطع عنب بلدي التحقق من أسماء الثلاثة الآخرين.
المتحدث في الفيديو قال إن هؤلاء “ليسوا مختطفين أو مأسورين وإنما بين أهلهم وإخوتهم”، لكنه أشار بالمقابل إلى وجود “شباب وحرائر لنا نريدهم”، في إشارة إلى عملية تبادل لقاء إطلاق سراح هؤلاء المخطوفين.
وأشار المراسل إلى أن المجموعة الخاطفة تابعت القافلة من بلدة صيدا، التي تبعد عن ممر بصرى الشام 20 كيلومترًا، عبر الدراجات النارية، وخطفت عددًا من مرافقي القافلة مع سياراتهم، ليحدث اشتباك بين المجموعة الخاطفة وعناصر الأمن العام أدى إلى تحرير اثنين من المخطوفين ومقتل عنصر من الأمن العام يدعى محمود المقداد.
المراسل أفاد بأنه لا توجد معلومات عن المجموعة الخاطفة حتى تحرير هذا الخبر.
القافلة التي انطلقت من جرمانا إلى السويداء، في 11 من آب الحالي، حملت مساعدات إنسانية وطبية.
وقالت “لجنة وقف طائفة المسلمين الموحدين الدروز في مدينة جرمانا” في بيان، الخميس 14 من آب، إن القافلة انطلقت “بعد الحصول على الموافقات الرسمية من الجهات الحكومية المختصة، بهدف إيصال الدعم إلى أهلنا المتضررين في محافظة السويداء”.
وقبل وصول القافلة إلى معبر بصرى الشام، بحسب اللجنة، تعرّضت لكمين مسلح من قبل جهات مجهولة، قامت بالاعتداء على القافلة وسرقة محتوياتها، واحتجاز السائقين والمرافقين الذين كانوا في طريقهم لأداء واجبهم الإنساني”.
وقد تمكنت الجهات الأمنية، وفق بيان لجنة الوقف، من تحرير عدد من السائقين، فيما لا يزال مصير خمسة من المرافقين مجهولًا حتى لحظة إصدار هذا البيان، وهم: سمير بركات “عضو لجنة الوقف”، عابد أبو فخر، يامن الصحناوي، فداء عزام، رضوان الصحناوي.
وطالبت اللحنة الجهات الحكومية الأمنية المختصة بـ”تحمّل مسؤولياتها كاملة، والعمل العاجل على كشف ملابسات الحادث، وتحديد هوية الجناة، وضمان سلامة المحتجزين، وإعادتهم إلى ذويهم سالمين في أقرب وقت ممكن”.
آل الصحناوي في جرمانا وجبل السويداء أصدروا بيانًا عقب انتشار الفيديو أوضحوا فيهم أن أبناءهم “يامن الصحناوي ورضوان الصحناوي” ليسوا من الذين أفرج عنهم الأمن العام أو من الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو.
وطالب آل الصحناوي بكشف مصيرهما والإفراج عنهما، فـ”هما كانا بمهمة إنسانية” بحسب البيان، الذ أكد أنهما دخلا بحماية الأمن العام و”الهلال الأحمر”، وحمّل البيان السلطات السورية المسؤولية الكاملة عن سلامتهما وسلامة رفاقهما.
كمين مسلح
محافظة درعا قالت، في 11 من آب الحالي، إن قوى الأمن الداخلي في درعا حررت مختطفين إثر كمين مسلح استهدف سيارات نقل بضائع تجارية للسويداء.
وبحسب ما ذكرته المحافظة، فقد تدخلت قوى الأمن الداخلي لتحرير المختطفين، حيث اندلعت اشتباكات مع أفراد العصابة قُتل خلالها عنصر من قوى الأمن وأصيب خمسة آخرون.
وقد تمكّنت القوة من تحرير شخصين، وإلقاء القبض على ثمانية أشخاص مشتبه بتورطهم في العملية، وتجري التحقيقات معهم للكشف عن كامل ملابسات الحادثة وتحديد الجهات الضالعة فيها.
فيما عثرت على سائقين كانت سياراتهما قد سُلبت وتمكنوا من الهروب، ولا يزال ثلاثة أشخاص في عداد المفقودين، إضافة إلى سيارتين، حسب شهادة الناجين، في حين تواصل قوى الأمن عمليات البحث والملاحقة لضمان سلامة المفقودين.
وكان رئيس مركز الاستجابة الطارئة في الدفاع المدني السوري بمدينة إزرع في درعا جنوبي سوريا، حمزة العمارين، اختطف، في 16 من تموز الحالي، وما زال مصيره مجهولًا حتى اللحظة، بعد فقدان الاتصال فيه خلال إجلاء المدنيين وإسعاف الجرحى من مناطق الاشتباك في محافظة السويداء، وسط مطالبات بالكشف عن مصيره
أحداث السويداء
شهدت محافظة السويداء انتهاكات متبادلة بين الحكومة السورية ومقاتلين من عشائر البدو وفصائل محلية في محافظة السويداء.
وبدأت الأحداث بعمليات خطف متبادلة بين فصائل محلية وسكان من حي المقوس في السويداء الذي تسكنه أغلبية من البدو، في 12 من تموز.
تطورت التوترات إلى اشتباكات متبادلة ما استدعى تدخل الحكومة التي انسحبت بعد أن استهدفت إسرائيل نقاطًا للحكومة في السويداء ودمشق، لتعود الانتهاكات من قبل الفصائل المحلية بحق البدو ما أثار غضبًا في الأوساط العشائرية، التي أرسلت أرتالًا إلى السويداء.
وتسير الأوضاع في السويداء إلى التهدئة بعد اتفاق لوقف إطلاق النار، في حين تعاني المحافظة من أوضاع إنسانية صعبة.
وتواجه الحكومة السورية اتهامات بفرض حصار إنساني وعسكري على السويداء، إلا أنها تنفي ذلك وتؤكد إمكانية إرسال المساعدات.