أبرزهم خليل الحية.. “حماس” تؤكد نجاة قادتها في هجوم الدوحة

أعلنت “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) مقتل خمسة أشخاص في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة للحركة بالدوحة، في حين نجا قادة بارزون من محاولة الاستهداف أبرزهم قائد “حماس” في قطاع غزة، خليل الحية.
ونعت “حماس” اليوم، الثلاثاء 9 من أيلول، جهاد لبد، مدير مكتب القيادي خليل الحية، ونجل الأخير همام الحية، كما قتل ثلاثة مرافقين هم: عبد الله عبد الواحد ومؤمن حسونة وأحمد المملوك.
ووصفت “حماس” محاولة إسرائيل اغتيال وفد الحركة المفاوض في الدوحة اليوم بـ”جريمة بشعة وعدوان سافر، وانتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية”.
وأعلنت وزارة الداخلية القطرية، مقتل أحد عناصر الأمن الداخلي وإصابة عناصر آخرين جراء الغارة الإسرائيلية.
ولم تذكر “حماس” أسماء القادة المستهدفين، إلا أن وسائل إعلام قطرية، منها “الجزيرة” و“التلفزيون العربي“، أكدت نجاة وفد “حماس” التفاوضي من محاولة الاغتيال الإسرائيلية، وعلى رأسهم خليل الحية.
وأعلنت إسرائيل، الثلاثاء، استهداف قيادات من “حماس” لم تسمهم، وقالت إنهم قادوا أنشطة الحركة لسنوات، وتتحمل المسؤولية المباشرة عن هجوم 7 من تشرين الأول 2023، إلى جانب إدارة الحرب ضد إسرائيل.
في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية منها “القناة السابعة” أن الاستهداف وقع في أثناء اجتماع لقيادات “حماس” في الدوحة لمناقشة مقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وأكدت القناة أن الاجتماع حضره عدد من أبرز قادة الحركة، منهم خليل الحية، وخالد مشعل، ومحمد درويش، ورازي حمد، وعزت الرشق.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية السورية، استهداف إسرائيل وفد “حماس” بالدوحة، واعتبرته “انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي ولسيادة قطر، وتصعيدًا خطيرًا من شأنه أن يُقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة”.
من خليل الحية
ارتبط اسم خليل الحية عند السوريين بمسار إعادة علاقات حركة “حماس” مع النظام السوري السابق، الذي بدأ منتصف عام 2022، بعد سنوات من القطيعة بين الجانبين، عقب اندلاع أحداث الثورة السورية.
وفي 19 من تشرين الأول 2022، التقى الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، بعضو المكتب السياسي للحركة، حينها، الحية، بدمشق، بعد نحو 10 سنوات من إغلاق مقار “حماس” في سوريا.
وصف رئيس وفد “حماس” المشارك بالزيارة، الحية، اللقاء مع رئيس الأسد بـ”الدافئ والتاريخي”، وأنه يمثّل “انطلاقة جديدة للعمل الفلسطيني- السوري المشترك، وإضافة جديدة لمحور المقاومة”.
واتفق الطرفان، وفق الحية، على “طي صفحة الماضي”، موضحًا أن “حماس” عادت بعد “أخطاء فردية” من بعض أفرادها لم تقرّها قيادتها، وهي على “قناعة بصوابية هذا المسار لتجاوز الماضي إلى المستقبل”.
اللقاء جاء بعد مفاوضات غير معلنة، وبوساطة من إيران و”حزب الله” اللبناني، أبرز داعمي “حماس” ضمن ما يسمى بـ”محور المقاومة”.
خليفة السنوار
يعد الحية أحد أبرز قادة “حماس” ومن المؤسسين لها، ويعتبر من الجناح الأقرب إلى طهران، والتقى بالأمين العام السابق لـ”حزب الله” حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل في أيلول 2024.
ويقود الحية حركة “حماس” في غزة، خلفًا ليحيى السنوار، الذي قتل بالاشتباكات الدائرة مع إسرائيل داخل القطاع، في 17 من تشرين الأول 2024.
يترأس وفد الحركة في مفاوضاتها مع إسرائيل، التي ترعاها الدوحة وواشنطن، وكان قد قاد مفاوضات مشابهة خلال عام 2014.
تتعلق المفاوضات الحالية بالأحداث الجارية في قطاع غزة، عقب عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة “حماس” في 7 من تشرين الأول 2023، ويتم التفاوض على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ولد الحية عام 1960 وحصل على شهادة البكالوريوس من الجامعة الإسلامية في غزة عام 1983، وشهادة الماجستير من الجامعة الأردنية عام 1989، ودرجة الدكتوراة من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان عام 1997.
عرف بنشاطاته السياسية قبل توليه مناصب قيادية ضمن المكتب السياسي للحركة، وفي 2006، ترشح لخوض الانتخابات التشريعية ضمن قائمة “الإصلاح والتغيير” في غزة وفاز بمقعد ضمن كتلة “حماس”، وكانت تلك آخر انتخابات فلسطينية نظمت منذ ذلك الحين.
تعرّض الحية لمحاولتي اغتيال، الأولى في عام 2007 وقضى فيها سبعة من أفراد عائلته، والثانية في 2014، وقتل أفراد من عائلته أيضًا.
وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الحية بالاغتيال في نهاية أيار الماضي، إلى جانب القيادي “كتائب القسام” (الجناح العسكري لحماس) عز الدين الحداد، عقب مقتل القيادي الأبرز في “الكتائب” محمد السنوار.
وقال كاتس في تغريدة له على “إكس“، إن ما وصفها بـ”يد إسرائيل الطويلة” ستصل إلى كل من يتحملون مسؤولية أعمال “القتل والفظائع” وفق تعبيره” في “7 أكتوبر” (عملية طوفان الأقصى) في أي مكان قريب أو بعيد حتى يتم تصفيتهم بالكامل.