واشنطن تعرض 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن علي قصير

أعادت واشنطن طرح اسم رجل الأعمال اللبناني، علي قصير، الذي ارتبط اسمه بـ”حزب الله” عبر عرض برنامج مكافآت من أجل العدالة، مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه تصل إلى 10 ملايين دولار أمريكي.
وأورد البرنامج التابع للحكومة الأمريكية، اسم قصير اليوم الثلاثاء، 23 من أيلول، وقال إنه يساعد في تمويل “الأنشطة الإرهابية” لـ”حزب الله” اللبناني و”فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، من خلال شركة تُدعى “مجموعة تلاقي”.
المكافأة عرضها البرنامج مقابل الإدلاء بأي معلومة تؤدي إلى عرقلة الآليات المالية لـ”حزب الله”.
من هو
بحسب موقع “مكافآت من أجل العدالة“، يشغل علي قصير منصب ممثل “حزب الله” في إيران، والوسيط الرئيسي للأنشطة المالية والتجارية لـ”فيلق القدس” الإيراني.
يمثل قصير شركة “حقول” البحرية، ومقرها في لبنان وتتهمها واشنطن بعقد مفاوضات إمدادات من النفط الخام الإيراني إلى سوريا.
كما خطط قصير وعمل مع آخرين، لاستخدام مجموعة “تلاقي” لتيسير بيع صلب بقيمة عشرات الملايين من الدولارات.
مجموعة “تلاقي” أنشأها محمد قاسم البزال في سوريا ولبنان، وهو أحد أبرز واجهات المال لـ”حزب الله”، وتدير الشركة زوجته التي تصدر الألمنيوم إلى إيران، وتزود المجموعة بمعلومات الدفع.
قصير هو أحد أعضاء مجموعة “تلاقي” المملوكة للبزال، ويكلف السفن بتسليم الشحنات للشبكة بناءً على توجيهات “فيلق القدس”، وتشمل مسؤولياته التفاوض على أسعار بيع البضائع وتسوية المدفوعات المتعلقة بسفن الشحن.
وبحسب موقع “من هم“، أسست شركة “تلاقي في سوريا عام 2016، وفي عام 2019 صادقت وزارة التجارة الداخلية على تعديل النظام الأساسي للشركة، وبموجبه، انتخب رشيد قاسم البزال مديرًا تنفيذيًا لمدة أربع سنوات.
ويحق للشركة تصدير كل المواد المسموح بها، وتجارة الألبسة والعطورات والساعات والهدايا ومستحضرات التجميل والاكسسوارات، وهي شريكة مؤسسة في شركة “الريادة” لصناعة الرصاص في سوريا.
ابن شقيق محمد قصير
تربط علي قصير صلة قرابة مع محمد قصير (عمه) والأخير، مسؤول في “حزب الله”، ويعمل معه مباشرة لتيسير الأنشطة المالية بين “فيلق القدس” و”حزب الله”.
وسبق أن وصفت واشطن محمد قصير ب”ـمدير العمليات المالية” لـ”حزب الله” إلى جانب قاسم البزال.
محمد جعفر قصير، عم علي، قتل في الضاحية الجنوبية لبيروت، باستهداف إسرائيلي بداية شهر تشرين الأول 2024، وكان قائد الوحدة “4400” والمسؤول عن نقل الأسلحة من سوريا إلى ”حزب الله” في لبنان.
وأدرجت أمريكا محمد قصير على قائمة العقوبات في أيار 2018، كما رصدت سابقًا مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه.
ليست الأولى
سبق أن رصدت واشنطن مكافآت مماثلة على من يدلي بمعلومات عن قصير.
وفي أيلول 2019، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية قصير بشكل خاص كـ”إرهابي عالمي” بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة.
ووفق هذا التصنيف، تم حظر جميع ممتلكات قصير، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأمريكية، ومنعت واشنطن الأمريكيين بوجه عام من إجراء أي معاملات معه.
كما يدخل في إطار “الجريمة” كل من الدعم المتعمد عن علم، أو محاولة توفير الدعم المادي، أو الإمكانيات المادية، أو التآمر لتوفيرهما لـ”حزب الله”، الذي يصنف كـ”منظمة إرهابية” أجنبية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
“حزب الله” خارج سوريا
انتهى نفوذ “حزب الله” في سوريا مع سقوط النظام السوري السابق في 8 من كانون الأول 2024، بعد أن كان “الحزب” أكبر حلفاء النظام، والأخير يساعده بنقل الإمدادات عبر الأراضي السورية إلى لبنان.
ولطالما استخدم “حزب الله” الأراضي السورية لنقل الإمدادات العسكرية واللوجستية، من إيران عبر الأراضي السورية إلى لبنان، مستخدمًا معابر غير شرعية، أبرزها كان في حمص.
وفي لبنان، تراجعت قوة “حزب الله” في الفترة الأخيرة، عقب حربه مع إسرائيل، لا سيما بعد مقتل الأمين العام السابق، حسن نصر الله، بغارة إسرائيلية، في 27 من أيلول 2024.
وكان “حزب الله” من أبرز الجماعات غير السورية، التي قاتلت إلى جانب النظام السوري، منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، ودعمته عسكريًا في معاركه ضد فصائل المعارضة.