تكنولوجيا

إطلاق “علّام” في السعودية نهاية أغسطس.. أول نموذج ذكاء اصطناعي عربي مُعَد من الصفر للمنافسة العالمية 

Reading Time: 1 minute

في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها في العالم العربي، تستعد شركة (هيوماين) Humain السعودية لإطلاق نموذج (علّام) للذكاء الاصطناعي في نهاية أغسطس الجاري، ليكون أول نموذج ذكاء اصطناعي تأسيسي (Foundation Model) يُطور بالكامل في المملكة العربية السعودية، وذلك وفقًا لتصريح طارق أمين، الرئيس التنفيذي للشركة، لصحيفة الشرق الأوسط.

ويشكل نموذج (علّام) إعلانًا واضحًا أن العالم العربي يمتلك القدرة على الابتكار وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بمعايير عالمية وخاصة، مع التركيز في تلبية احتياجاته الثقافية واللغوية الفريدة.

ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق تحول إستراتيجي في المنطقة، عبر الانتقال بها من مجرد استهلاك التكنولوجيا إلى صناعتها وتصديرها، ويتماشى هذا الهدف بنحو مباشر مع أهداف رؤية المملكة 2030 الطموحة.

(علّام).. ذكاء اصطناعي بنكهة عربية أصيلة:

إطلاق "علّام" في السعودية نهاية أغسطس.. أول نموذج ذكاء اصطناعي عربي مُعَد من الصفر للمنافسة العالمية 

لا يُعدّ (علّام) مجرد نسخة عربية مترجمة من النماذج اللغوية العالمية الموجودة، بل هو مشروع طُور من الصفر مع وضع اللغة العربية في الصميم، وقد دُرب النموذج على مجموعات بيانات خاصة وغير متاحة للجمهور عبر الإنترنت، مما يمنحه فهمًا عميقًا وغير مسبوق للغة العربية الفصحى ولهجاتها المتعددة، بما يشمل اللهجة السعودية، والمصرية، والأردنية، واللبنانية، بالإضافة إلى اللغة العربية الفصحى.

ويقف خلف هذا الإنجاز فريق مكون من 40 باحثًا يحملون درجة الدكتوراه، وقد عملوا جميعهم بسرية تامة داخل السعودية، لإنتاج ما وصفه أمين بأنه “أفضل نموذج عربي يلبي احتياجاتنا الفعلية”.

وأهم ما يميز نموذج (علّام) أنه صُمم ليعمل ضمن إطار الذكاء الاصطناعي المسؤول، إذ يتضمن حواجز أمان مدمجة لضمان توافق الإجابات مع الأعراف الثقافية والاجتماعية والسياسية للمنطقة، مع التركيز في مبدأ (الملاءمة وبناء الثقة) وليس الرقابة.

إطلاق نموذج (علّام):

إطلاق "علّام" في السعودية نهاية أغسطس.. أول نموذج ذكاء اصطناعي عربي مُعَد من الصفر للمنافسة العالمية 
طارق أمين، الرئيس التنفيذي لشركة (هيوماين).

سيُطرح نموذج (علّام) عبر تطبيق (هيوماين شات) المجاني المشابه لتطبيق (ChatGPT)، ولكن مع تركيز عربي أصيل. وقد أثبت النموذج كفاءته في تطبيقات عملية، مثل استخدامه في أداة (صوتك) المخصصة لتفريغ محاضر الجلسات القضائية في السعودية.

وقد أكد أمين مدى تفرد النموذج بقوله: “لن يمتلك ChatGPT أبدًا مجموعات البيانات التي نمتلكها”. كما يدعو أمين العالم العربي إلى التفكير في إنشاء اتحاد لتطوير نموذج ذكاء اصطناعي يعكس ثقافتنا وقيمنا.

ويمثل (علّام) حجر الأساس في منظومة متكاملة تعمل عليها (هيوماين) بالشراكة مع جهات رائدة مثل (أرامكو ديجيتال) والمركز الوطني للذكاء الاصطناعي التابع للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وتهدف هذه المنظومة إلى تمكين المطورين والشركات الناشئة من الوصول إلى (علّام) واستخدامه في أتمتة الأعمال وتقديم الخدمات، مما يلغي الحاجة إلى البدء من الصفر ويُسرّع من عملية التحول الرقمي في المنطقة.

بنية تحتية عالمية من قلب السعودية:

لم تكتفِ شركة (هيوماين) بتطوير نموذج (علّام) فحسب، بل قامت ببناء بنية تحتية متطورة لدعمه من خلال شراكة إستراتيجية مع شركة (جروك) Groq الأمريكية المتخصصة في تقنيات الاستدلال السريع المنخفض التكلفة، مما أتاح لشركة هيوماين نشر 19 ألف وحدة معالجة لغوية (LPUs) في ستة أيام فقط، وتقديم خدمات استدلال بتكلفة تقل بنحو 60% عن أي مكان آخر في العالم.

وأكد أمين أن المنصة تتميز باستهلاك منخفض للطاقة وبنية ذاكرة قائمة على (SRAM)، مما يجعلها مثالية لتشغيل النماذج اللغوية الكبيرة بكفاءة عالية.

كما أتاح هذا التعاون تشغيل أحدث نماذج (OpenAI) المفتوحة المصدر: (gpt-oss-120B) و(gpt-oss-20B) عبر منصة جروك السحابية (GroqCloud)، مع توفير دعم محلي داخل المملكة العربية السعودية.

 وأكد أمين أن بنية الاستدلال المدعومة من جروك التي تديرها (هيوماين) في الدمام يستخدمها حاليًا عملاء في 130 دولة، مما يمثل سابقة للمملكة وربما للشرق الأوسط بأكمله.

من نموذج إلى منظومة متكاملة.. تطوير نظام تشغيل وحاسوب:

إطلاق "علّام" في السعودية نهاية أغسطس.. أول نموذج ذكاء اصطناعي عربي مُعَد من الصفر للمنافسة العالمية 

لا تقف طموحات (هيوماين) عند نموذج (علّام)، إذ تستعد الشركة لإطلاق (هيومان وان) Humain One، في أكتوبر المقبل، وهو نظام تشغيل مؤسسي جديد يعتمد على واجهة أوامر موحدة بدل تعدد التطبيقات قادرة على تنفيذ المهام المعقدة بكفاءة، مما يختصر ساعات العمل ويزيد الإنتاجية.

وكمثال على كفاءة النظام، أشار أمين إلى أن وكيلًا واحدًا للذكاء الاصطناعي تمكّن من اختصار عملية إعداد الرواتب، التي كانت تتطلب أربعة موظفين و30 ساعة عمل، إلى 30 دقيقة فقط، مع تحقيق دقة عالية.

كما تعمل الشركة على تطوير حاسوب (هيوماين) للذكاء الاصطناعي بالشراكة مع (كوالكوم)، وهو جهاز يجمع بين قدرات المعالجة المركزية والرسومية والعصبية، ومن المقرر عرضه أول مرة خلال مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) في الرياض في أكتوبر المقبل، على أن يُطرح لاحقًا في الأسواق العالمية.

ويؤكد أمين، أن هذا الابتكار سيغير قواعد اللعبة، وأضاف: “عندما تطّلع على مواصفاته وسعره مقارنةً بما هو موجود في السوق، ستدرك نهجنا في تقديم الذكاء الاصطناعي عبر حوسبة الحافة”، في إشارة إلى التركيز على تمكين المعالجة المحلية السريعة والفعالة دون الاعتماد المفرط على مراكز البيانات البعيدة.

الرؤية الإستراتيجية والأثر الاقتصادي:

تتماشى مبادرات شركة (هيوماين) تمامًا مع رؤية المملكة 2030، إذ يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه أساس إستراتيجي يُبنى عليه الاقتصاد الوطني في قطاعات متنوعة مثل: السياحة، والرعاية الصحية، والصناعة. ويصف أمين، نهج الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي، بأنه (رؤيوي وعملي في آن واحد)، موضحًا أنه “لا يتعامل مع الذكاء الاصطناعي على أنه أداة إضافية، بل بوصفه ضرورة للاقتصاد، ولتطوير قدرات المواطنين، وتسريع التبني عبر جميع القطاعات”.

ويؤكد أمين، أن الهدف هو ترسيخ مكانة السعودية كلاعب رئيسي ومصدّر لتقنيات الذكاء الاصطناعي عالميًا، وليس مجرد مستهلك لها، مع الاعتماد على قاعدة المواهب السعودية المحلية كقوة دافعة أساسية.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى