مركز حرمون يعقد في درعا وطرطوس واللاذقية ندوات “بناء الحياة الحزبية والنقابية في سورية الجديدة”

عقد مركز حرمون للدراسات المعاصرة سلسلة ندوات، ناقش فيها مفاهيم وأسس وتحديات بناء الحياة الحزبية والنقابية في سورية بعد سقوط النظام الاستبدادي، وذلك بالتعاون مع منظمات ونقابات سورية وفعاليات مدنية ناشطة، في محافظات درعا واللاذقية وطرطوس.
ندوة درعا
بداية الندوات كانت في محافظة درعا، حيث استضاف المركز الثقافي في درعا، يوم الخميس 27 شباط/ فبراير 2025، ندوة بعنوان “تحديات بناء الحياة الحزبية والنقابية في سورية الجديدة”، بمشاركة الباحث عمر إدلبي، مدير مركز حرمون للدراسات المعاصرة في الدوحة، الذي قدّم عرضًا لتطور الحركة الحزبية والنقابية في سورية منذ تأسيس الدولة السورية، وتناول بالشرح مفاهيم وقواعد بناء حياة حزبية ونقابية مستدامة في سورية، بعد عقود من التصحر السياسي وهيمنة السلطات الأمنية على مفاصل العمل النقابي.
وعرض المحامي خالد المسالمة، عضو مجلس فرع نقابة المحامين بدرعا، والإعلامي معاوية الزعبي، نائب نقيب إعلاميي درعا، في الندوةِ التي أدارتها الإعلامية إسراء الرفاعي، ملامحَ من واقع العمل النقابي ومعوقات إعادة الدور الحيوي للنقابات، من خلال استعراض تجربة نقابة المحاميين ونقابة إعلاميي درعا، والتطورات في المجال التنظيمي المستجد بعد سقوط نظام الأسد.
وشهدت الندوة في نهايتها نقاشًا واسعًا مع الجمهور الحضور، قدّم خلاله عدد من الناشطين السياسيين والنقابيين توصيات بضرورة الحفاظ على استقلالية النقابات، والإسراع بوضع التشريعات اللازمة لبناء حياة حزبية تعددية في سورية.








ندوة اللاذقية
عقد مركز حرمون في اللاذقية، في يوم الأحد 2 آذار/ مارس 2025، ندوة بعنوان “مستقبل وتحديات منظمات المجتمع المدني في سورية”، وذلك في مقر البيت العربي للموسيقا، بمشاركة الباحثين عمر إدلبي وسامر عباس، وأدار الندوة الإعلامي مصطفى سعد.
قدّم الباحث عمر إدلبي عرضًا مكثفًا لأدوار منظمات المجتمع المدني السورية والحركة الحزبية والنقابية، منذ تأسيس الدولة السورية بعد زوال الحكم العثماني، مستعرضًا أبرز القوانين والتشريعات التي نظمت شؤون الجمعيات والأحزاب والنقابات في سورية، والتحديات التي تواجه عودة هذه التشكيلات إلى النشاط الحر المستقل، ومعوقات بناء ملامح وهوية الحراك الحزبي والنقابي بعد سقوط نظام الأسد.
وتناولت مداخلة الباحث سامر عباس المقومات الديمقراطية لتأسيس المنظمات ومخاطر البيروقراطية وآثارها، والمبادئ والقواعد الأساسية لتأسيس المنظمات، كالتداول والرقابة والشفافية والعضوية المتساوية والشرعية الانتخابية وتوزيع الصلاحيات وفصلها، وعرض الباحث في ختام مداخلته مقترح مبادرة تنظيمية لمنظمة ناشئة، كتطبيق عملي لأهم اتلك القواعد.
واختتمت الندوة بحوار مع الجمهور الحضور، تناول أبرز محاور الندوة وقضايا تتعلق بخطوات وتحديات المرحلة الانتقالية في سورية.








ندوة طرطوس
في يوم الاثنين 3 آذار/ مارس 2025، استضافت جمعية فضا، ندوة لمركز حرمون للدراسات المعاصرة، بالتعاون مع شبكة مسارات مدنية في طرطوس، حول مستقبل وتحديات عمل منظمات المجتمع المدني والحراك الحزبي والنقابي في سورية.
استعرض الباحث عمر إدلبي في مداخلته مراحل نشوء وتطور حراك الجمعيات والأحزاب والنقابات في سورية، والصعوبات والمعوّقات التي واجهتها، خاصة بعد استيلاء حزب البعث العربي الاشتراكي على السلطة في سورية عام 1963، وقمعه النشاط الحزبي والنقابي وملاحقة المعارضين والنقابيين، وإلحاق بعض الأحزاب بالجبهة الوطنية التقدمية، والنقابات بسياسات النظام الاستبدادي. وعرض إدلبي أبرز التحديات والقواعد الأساسية الضرورية لإطلاق حرية العمل الحزبي، وضمان استقلالية النقابات في سورية الجديدة.
واستعرض الباحث سامر عباس مبادئ ومقومات تأسيس المنظمات العاملة في الشأن العام، المدنية والحزبية والنقابية، والآليات الديمقراطية التي تشكل القوة الدافعة لتأسيس المنظمة، وأشار الباحث عباس إلى مخاطر البيروقراطية على بناء واستمرارية المنظمات، كالمال والسلطة والعقيدة، وأبرز أهمية دور الديمقراطية في تنظيم الصراع داخل المنظمة وتأطيره ضمن مبادئها العامة.
وفي ختام مداخلته، عرض الباحث عباس نموذج مبادرة تنظيمية لتأسيس المنظمات، يستوفي أبرز المقومات الديمقراطية الضرورية.












وأعقب الندوة، التي أدارها الإعلامي مصطفى سعد، جلسة حوارية مع الجمهور الحضور، نوقشت فيها قضايا عديدة، من أبرزها محاور موضوع الندوة، وهواجس السوريين حيال عملية الانتقال السياسي والتحديات الأمنية والمعيشية التي ترافق مرحلة بناء الدولة السورية الجديدة.