الأخبار المحلية

أبناء حمص يحيون ذكرى الاعتصام الأول في ساحة الساعة

Reading Time: 1 minute

شهدت ساحة الساعة الجديدة في مدينة حمص مساء أمس الجمعة، إحياء ذكرى الاعتصام الأول قبل 14 عاماً، والذي قوبل بإطلاق الرصاص الحي من قبل قوات النظام المخلوع وسقوط عشرات القتلى والمصابين في صفوف المدنيين.

واحتشد عشرات الآلاف لإحياء الذكرى في الساحة التي أُطلق عليها مسمّى “ساحة الحرية” في الاعتصام الأول، حيث أدّى المحتشدون صلاة المغرب جماعة وراء إمام وخطيب جامع خالد بن الوليد، الشيخ سهل جنيد، وفق ما أفادت وكالة “سانا”.

وبعد الصلاة، ألقى جنيد كلمة استذكر فيها ذكرى اعتصام أهالي حمص في ساحة الساعة قبل 14 عاماً للمطالبة بالحرية والكرامة، حيث صدحت حناجرهم بصوت واحد حينذاك: “الشعب يريد إسقاط النظام”.

وأوضح أن ذلك الاعتصام “جاء بعد تشييع المدينة وريفها عدداً من شهداء الثورة، حيث توافد إلى ساحة الساعة وسط حمص آلاف الجماهير لتمتلئ بشكل كامل بعد غروب شمس ذلك اليوم، من مختلف المكونات الاجتماعية والفئات العمرية: رجال ونساء، وصغار وكبار، وأكاديميين ومثقفين، وعمال، وتجار، وطلاب، ورجال دين، وأبناء قبائل من المدينة وريفها”.

“اعتصام 100 ألف مواطن”

طلال أبو علاء الحمصي، أحد الذين شاركوا في اعتصام الساعة في مثل يوم أمس من عام 2011، قال في تصريح لوكالة سانا: “توافد أهالي حمص وريفها إلى مكان الاعتصام قبل 14 عاماً، وقد تجاوز عددهم أكثر من مئة ألف مواطن، على امتداد شارع الدبلان مروراً بشارع السرايا وصولاً إلى الساعة القديمة. وبلغ المعتصمون أيضاً مسجد خالد بن الوليد وجزءاً كبيراً من شارع الحميدية. وخلال ذلك جرى تمزيق صورة رئيس النظام البائد التي كانت تعلو مبنى البريد”.

ولفت الحمصي إلى أن إرادة وهمّة المشاركين كانت عالية، “وهتفوا بالحرية ومنع الظلم والاستبداد، ونبذ الطائفية التي مارسها هذا النظام لعقود، كما ارتفعت الأصوات بإسقاط النظام، فكانت الليلة الأليمة التي أطلق فيها المجرمون الرصاص على المعتصمين”.

ذكرى مجزرة اعتصام الساعة بحمص.. فاتحة المجازر المنظّمة

منظمة “هيومن رايتس ووتش” نقلت عن جندي منشق كان قد شارك في فض الاعتصام، شهادته التي قال فيها: “جلس المتظاهرون في الساحة. قيل لنا أن نفرقهم باستخدام العنف إذا لزم الأمر. كنا هناك مع فرع أمن القوات الجوية والجيش والشبيحة. قرابة الثالثة والنصف صباحاً وصلنا أمر من العقيد (عبد الحميد إبراهيم) من أمن القوات الجوية بإطلاق النار على المتظاهرين”.

وأضاف: “رحنا نطلق النار لنحو نصف ساعة. كان هناك العشرات والعشرات من القتلى والمصابين. بعد ذلك، وصلت جرافات وعربات إطفاء. رفعت الجرافات الجثامين ووضعوها على ظهر شاحنة. لا أعرف إلى أين أخذوها. ونقل المصابون إلى المشفى العسكري في حمص. وبدأت عربات الإطفاء بتنظيف الساحة“.

طبعد انتهاء قوات الجيش والأمن والشبيحة من تفريق الاعتصام ورفع الجثث، تجمّع الجنود والشبيحة في وسط الساحة، وقاموا بالهتاف لرئيس النظام، وهم بسلاحهم الكامل”.

أعداد الضحايا

ما تزال أعدد ضحايا مجزرة الاعتصام مجهولة إلى اليوم، لسببين رئيسين: الأول، أن عناصر الأمن المشاركين باقتحام الساحة اعتقلوا عدداً كبيراً من المشاركين، وقاموا بسحب جثث القتلى، ولم يكن من الممكن لأي من المعتصمين العودة إلى الساحة والتعرف إلى جثث القتلى وإجراء التوثيق اللازم، ولذا لم يتمكن أهالي الضحايا من معرفة مصير أبنائهم، وما إذا كانوا في عداد المختطفين أو القتلى.

الثاني، أن المجرزة كانت من أوائل المجازر التي شهدتها الثورة السورية، ومن ثم فإنّ آليات التوثيق ومهاراته التي تطوّرت لاحقاً، لم تكن متوافرة آنذاك.

الدليل الأول على وحشية النظام الممنهجة

مجزرة الاعتصام شكّلت مفصلاً أساسياً في آلية تعاطي نظام الأسد مع الاحتجاجات المدنية السلمية، فرغم أن المجزرة سُبقت بعدد من المجازر الأخرى، فإنها تمّت بشكل منظم ومدروس، لأن الاعتصام كان قد بدأ قبل إطلاق النار على المعتصمين بسبع ساعات على الأقل، ولذا فإنّه من الواضح أنّ المجزرة كانت بنيّة مبيّتة، ولم تكن انفعالاً آنياً من أحد المسؤولين الأمنيين.

 

شارك هذا المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى