الأخبار السياسية

سيول تنتزع حليفًا من خصمها الشمالي ودمشق تبحث عن دعم

Reading Time: 1 minute

عنب بلدي – أمير حقوق

وقّع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ونظيره الكوري الجنوبي، تشو تاي يول، اتفاقية تقضي بعودة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وكوريا الجنوبية، في 10 من نيسان الحالي.

وذكرت وزارة الخارجية السورية عبر بيان نشرته على “فيس بوك“، أن الطرفين اتفقا على فتح السفارات وتبادل البعثات الدبلوماسية للبلدين، وبحسب البيان، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود “لاستعادة الدور الرائد في المنطقة والعالم للجمهورية العربية السورية الذي فقدته بسبب سياسات النظام السابق”.

وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، إن الاتفاق يفتح فرصًا جديدة للتعاون الثنائي الذي عاقته سابقًا “العلاقات الوثيقة لسوريا مع كوريا الشمالية”.

تقدم دبلوماسي سوري

تعتبر هذه الاتفاقية صفحة جديدة في علاقات دمشق وسيول، بعد قطيعة دامت أكثر من عقدين، إثر اختيار النظام السابق تنمية العلاقات الدبلوماسية مع الشق الشمالي من كوريا، على حساب الجنوبي.

التحول بالسياسة للإدارة السورية نحو كوريا الجنوبية، هو تعميق العلاقة السابقة الهامشية، ومردّها انحياز النظام السابق للمعسكر الاشتراكي أو معسكر الدول المنبوذة دوليًا، وفق ما قاله الباحث السياسي فراس علاوي، لعنب بلدي.

ويرى أن تعميق العلاقة مع دولة قوية في قارة آسيا مثل كوريا الجنوبية، خاصة أنها مقربة من الولايات المتحدة الأمريكية، هو انفتاح سياسي جديد للحكومة على علاقات دولية لم تكن موجودة سابقًا.

ومن ناحية أخرى، فإن كوريا الجنوبية دولة قوية اقتصاديًا، وهي أحد الأبواب التي طرقتها الحكومة الجديدة من أجل خلق فرص استثمارية لاحقة في سوريا بعد إلغاء العقوبات على سوريا.

أما المحلل السياسي حسن النيفي، فيعتبر في حديث إلى عنب بلدي، أنه يمكن التأكيد على أن زوال نظام الأسد عن السلطة في سوريا، ينبغي أن يكون فاتحة عهد جديد على الصعيد السياسي، ليس على المستوى الداخلي فحسب، بل على المستوى الإقليمي والدولي، بسبب أن النظام البائد قد رهن سوريا ضمن محاور سياسية تماثله من حيث النهج والرؤية، فجعل سوريا أسيرة منظومة محاور سياسية مغلقة، فضلًا عن أنها باتت مشبوهة سياسيًا وإنسانيًا.

“لذلك فإن إقامة علاقة سياسية بين كوريا الجنوبية وسوريا إنما تأتي في سياق التأسيس لمسار سياسي مع المحيط العالمي، يتماهى مع التوجهات السياسية لسوريا الجديدة”، بحسب رأيه.

تحصين سياسي

كوريا الجنوبية بعودة علاقتها السياسية مع سوريا، أصبحت تملك علاقات دبلوماسية مع جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 191 دولة، باستثناء خصمها كوريا الشمالية.

الباحث السياسي فراس علاوي، يرجح أن كوريا الجنوبية استفادت من عودة علاقاتها مع دمشق بتحييد إحدى القوى الداعمة لخصمها التقليدي، كوريا الشمالية، وضمها إلى جانبها من خلال التصويت عبر الأمم المتحدة أو الدعم السياسي، وهو مكسب سياسي أساسي بالنسبة لها.

“من مصلحة كوريا الجنوبية إقامة علاقات متوازنة سواء مع سوريا أو غيرها”، بحسب المحلل السياسي حسن النيفي، معتبرًا أن العلاقة مع سوريا تبقى لها خصوصية، باعتبار أن النظام البائد كان صديقًا لكوريا الشمالية، واليوم حين تقوم الحكومة الجديدة بإقامة علاقات جديدة مع كوريا الجنوبية، فهذا يعني بالنسبة إلى كوريا الجنوبية تحصينًا سياسيًا واقتصاديًا لها تجاه نظيرتها الشمالية، كما يعني تحييد أو تقليص حلفاء نظام كوريا الشمالية في العالم.

وحرص النظام السابق في سوريا على استمرار متانة علاقاته السياسية والعسكرية مع كوريا الشمالية لأكثر من 58 عامًا.

العلاقة اقتصاديًا

بحسب وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، فإن الاتفاق مع كوريا الجنوبية يمهد لتعزيز العلاقات الثنائية ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والتعليم.

وتوقع الخبراء الاقتصاديون انعكاس العلاقة السياسية بين البلدين على الناحية الاقتصادية بشكل كبير، بما أن كوريا الجنوبية تعتبر دولة آسيوية تتمتع بقوة اقتصادية كبيرة ومتطورة.

الخبير الاقتصادي أدهم قضيماتي، قال لعنب بلدي، إن زيارة الوفد الكوري الجنوبي وتوقيع اتفاقية بين الجانبين، يعكس جانبًا مهمًا جدًا للاقتصاد السوري، لأن كوريا وصلت إلى تطور متقدم بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يساعد سوريا في توطين التكنولوجيا، والصناعات الجديدة والمتطورة التي تعتبر أساس اقتصادات الدول المتقدمة، فهذه الاتفاقيات جيدة وتدعم الاقتصاد السوري بشكل سريع.

ويمكن أن تسهم كوريا الجنوبية في إعادة الإعمار، وقد تقدم تقنيات جديدة ومتطورة وبتكاليف أقل، وفق قضيماتي.

وبحسب المحلل السياسي حسن النيفي، فإن الأمر مفيد لسوريا من الناحية الاقتصادية وكذلك التبادل التجاري، فهي اليوم تحتاج إلى تجديد شريانها الاقتصادي والتجاري، مع التطلع إلى رفع تدريجي للعقوبات المفروضة على سوريا.

أما بالنسبة لاستفادة كوريا الجنوبية اقتصاديًا من سوريا، فتوقع الخبير الاقتصادي أدهم قضيماتي أن جودة الفوسفات السوري وحجم احتياطياته الجيدة، يمكن أن يشجع الجهات الكورية على الاستثمار بهذا القطاع، وأيضًا الثروات النفطية الموجودة في البحر المتوسط التي تتحدث التقارير عنها، فمن الممكن الاستفادة من عقود معيّنة في التنقيب من قبل كوريا خاصة عبر التقنيات المتطورة لديها، وأيضًا الاستفادة من موقع سوريا التجاري المهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى