آلية لخفض التوتر بين تركيا وإسرائيل في سوريا

قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إنه تم إنشاء آلية لخفض التوتر على مستوى معين، بين إسرائيل وتركيا في سوريا، وذلك في رده على سؤال يتعلق بالمحادثات المتعلقة بآلية منع الاشتباك مع إسرائيل.
وعقدت جولة مفاوضات بين أنقرة وتل أبيب في العاصمة الأذربيجانية باكو، في 8 من أيار، تركزت حول التوتر بين الطرفين بشأن الدور التركي المتزايد في سوريا.
وأشار فيدان، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة “24 TV” التركية، نشرت مساء الجمعة 9 من أيار، إلى إنشاء آلية لخفض التوتر على مستوى معين، مبينًا أن هكذا “خطوة تعد أحد الأساليب الدبلوماسية المتبعة في مثل هذه الحالات”.
ولم يكشف الوزير التركي، عن طبيعة هذه الآلية، أو كيفية عملها.
وأضاف، “يجب أولًا قطع أطول مسافة ممكنة عبر الحوار، دون التسرع في الانتقال إلى جهود أخرى قبل أوانها”.
كما لفت الوزير التركي إلى “توسع إقليمي” ملحوظ لإسرائيل، مؤكدًا أن “عودة سوريا إلى حالة غياب الاستقرار ستمثل مشكلة كبيرة”، وأن تركيا “لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ذلك”.
في السياق، كشف فيدان أن بلاده تنخرط في مشاورات معينة مع الإدارة السورية الجديدة، مبينًا أن تركيا تولي أهمية لوحدة الأراضي السورية.
وأوضح أن الخطوات التي ستتخذها الحكومة السورية الجديدة في سبيل تعزيز مصالحها مع الدول الأخرى تُعد “ذات أهمية”، مؤكدًا أن الجانب السوري يعرف جيدًا ما تمثله تركيا بالنسبة له.
“نحن نرى أن إجراء الحكومة السورية الجديدة محادثات مع دول ثالثة أمرًا طبيعيًا في إطار جهودها لشرح سوريا الجديدة للمجتمع الدولي”، قال فيدان، “ونحن نشجع على ذلك بصراحة، فهذا أمر مهم”.
وفي 8 من أيار الحالي، عقدت جولة مفاوضات ثالثة بين تركيا وإسرائيل، في العاصمة الأذربيجانية، باكو ،بمشاركة كبار المسؤولين، تركزت حول التوتر المتزايد بشأن الدور التركي في سوريا وتخطيط أنقرة لإنشاء سبع قواعد عسكرية في مناطق واسعة من سوريا، بحسب هيئة البث الإسرائيلية (مكان).
ووفقًا، لما قالت ”مكان”، فإن إسرائيل طرحت مطلبين رئيسيين في المفاوضات: الأول هو “عدم وجود قوة عسكرية تهدد إسرائيل قرب الحدود مع سوريا”، والثاني هو “عدم وجود أسلحة استراتيجية في سوريا قد تهدد الأمن الإسرائيلي”.
ولـ”تهدئة الأوضاع وعدم خروجها عن السيطرة”، توجد مفاوضات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل، بحسب ما أعلن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في مؤتمر صحفي في باريس مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأربعاء 7 من أيار.
ووصف الشرع تصرفات إسرائيل بالـ”عشوائية”، داعيًا إياها للتوقف عن التدخل في الشأن السوري.
وقالت ثلاثة مصادر لوكالة “رويترز”، إن الإمارات أنشأت قناة للمحادثات بين إسرائيل وسوريا في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة السورية إلى الحصول على مساعدة إقليمية لإدارة علاقتها مع إسرائيل، التي اتخذت خطوات معادية تجاه سوريا خلال الأشهر الماضية.
فشل سابق
في 11 من نيسان، فشلت إسرائيل وتركيا في التوصل إلى اتفاق بشأن التدابير لمنع التوترات بينهما في سوريا خلال جولة مفاوضات عقدت في أذربيجان، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية.
وقالت حينها إنه من المتوقع أن تُستأنف المفاوضات بين الجانبين “بعد انتهاء عطلة عيد الفصح” التي تمتد بين 12 و19 من الشهر الحالي.
وتنظر أنقرة للتحركات الإسرائيلية في سوريا على أنها تقوّض الاستقرار في البلاد بعد رحيل الأسد، وهو ما قاله بيان وزارة الخارجية التركية عقب غارات واسعة النطاق نفذتها إسرائيل في وسط وجنوبي سوريا.
وتعتقد إسرائيل من جانبها أن تركيا تعمل على ترسيخ وجود عسكري لها في سوريا، وهو ما أشارت إليه وسائل إعلام إسرائيلية في تقارير متفرقة، وطُرح على طاولة مسؤولين أمنيين إسرائيليين.
وأرسلت إسرائيل لتركيا عبر استهداف مواقع كانت من المفترض وجود عسكري تركي فيها، آخرها كان استهداف إسرائيل لمطار الـ”تيفور” العسكري بحماة، في 3 من نيسان الماضي، في رسالة لأردوغان مفادها “لا تجرؤ على إقامة وجود عسكري على الأراضي السورية”، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى