ابداعات

“لم يخرج السجن منهم بعد”… ندوة في ثقافي حمص تناقش معاناة الناجين من الاعتقال نفسياً واجتماعياً

Reading Time: 1 minute

حمص-سانا

أُقيمت مساء اليوم في قاعة سامي الدروبي بالمركز الثقافي في حمص ندوة حوارية بعنوان “لم يخرج السجن منهم بعد” وذلك ضمن مبادرة “ومن أحياها” التي أطلقتها مؤسسة “لأنك إنسان” برعاية مكتب العلاقات في مديرية الشؤون السياسية، وبالتعاون مع مديرية الثقافة وبدعم من مؤسستي “نقش” و”قمة أمة”.

وشهدت الندوة الحوارية حضوراً لافتاً من عدد من المعتقلين على يد النظام البائد وذويهم، بالإضافة إلى فعاليات مجتمعية وثقافية ومدنية، وسلطت الضوء على التحديات النفسية والاجتماعية والقانونية التي يواجهها الناجون من تجربة الاعتقال، بمشاركة نخبة من المختصين في مجالات الطب النفسي والإرشاد الاجتماعي والقانون والفقه الشرعي.

وأكدت الاختصاصية النفسية أريج الطباع خلال مداخلتها أن الناجين غالباً ما يعانون من أعراض ما بعد الصدمة واضطرابات في النوم والثقة والعلاقات، موضحة أن الاعتقال لا ينتهي بخروج الجسد، بل يبقى أثره النفسي ملازماً ما لم تتم معالجته برؤية تراعي الصدمة ولا تهمشها.

بدورها دعت نسرين الطباع المتحدثة من منظور شرعي إلى إعادة صياغة تجربة الاعتقال من منظور إيماني يرفع من شأن الناجين ويعزز صبرهم، مؤكدة أن الابتلاء والألم النفسي ليسا عاراً، بل قد يكونان سبيلاً للرفعة إذا ما احتضنهما المجتمع برحمة وتفهم.

وخلال مداخلته القانونية تحدث الدكتور أحمد سيفو عن الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها المعتقلون في سوريا على يد النظام البائد، مشيراً إلى أن ما حدث في مراكز الاعتقال لا يمكن وصفه إلا بأنه جرائم يندى لها الجبين من اختفاء قسري، وتعذيب، واغتصاب، وسوء معاملة.

وأوضح سيفو أن العدالة الحقيقية تبدأ بضمان حقوق الضحايا في الحصول على تعويض قانوني شامل يغطي الجوانب المادية والمعنوية على حد سواء، ورد الاعتبار لهم، ومساعدتهم على إعادة الاندماج في المجتمع، وتقديم الدعم النفسي والقانوني اللازم، وتحقيق ما يعرف بالترضية، أي اعتراف الدولة والمجتمع بما تعرضوا له، ومساءلة الجناة، مشدداً على أن ضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات مستقبلاً يمثل أحد أهم أركان العدالة للضحايا.

وفي تصريح لمراسلة سانا، أوضحت الاختصاصية النفسية والعضو المؤسس في مبادرة “لأنك إنسان” هادية زرزر أن مبادرة “ومن أحياها” تهدف إلى التخفيف من معاناة المعتقلين وتهيئتهم للتكيف مع الظروف المحيطة، وإعادة توازنهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع.

وأوضحت أن هذه المبادرة ستنفذ عبر عدة محاور تشمل إقامة ندوات في مختلف المحافظات السورية، وتأهيل كوادر ومجموعات للدعم النفسي، بالإضافة إلى التثقيف من خلال المنشورات التي تشرح سبل تخفيف معاناة المعتقلين.

من جهتها، أشارت رئيسة مجلس الأمناء في مؤسسة “قمة أمة التنموية” إلى أهمية تسليط الضوء على معاناة المعتقلين ومساعدتهم بصفتهم من الفئات الأكثر تضرراً، وذلك بالتعاون بين مختلف المؤسسات التطوعية والحكومية.

واختُتمت الفعالية بتكريم 100 معتقل ومعتقلة.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى