جولة تاريخية في متحف دمشق الوطني ضمن مبادرة “ذاكرة وانتماء” – S A N A

دمشق-سانا
احتفالاً باليوم العالمي للشباب، أقامت منظمة سلام بالتعاون مع منظمة بنفسج، جولة اليوم في أرجاء متحف دمشق الوطني، ضمن مبادرة “ذاكرة وانتماء”، للتعريف بالمعالم الأثرية في دمشق من خلال تجربةٍ تفاعلية مميزة.
وبمشاركة عشرات الشبان والشابات من عمر 18 حتى 30 عاماً، بدأت الجولة بتقسيم المشاركين لفريقين، أحدهما أمام واجهة قصر الحير الغربي والثاني في القاعة الشامية، ثم تبادلا الموقعين بعد التعريف بهما.
ولفتت المتطوعة في المتحف خريجة قسم الآثار وماجستير دراسات إسلامية فاطمة محمد بلطة إلى أن قصر الحير الغربي بُني عام 727 ميلادي في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وتم نقل واجهته من بادية الشام إلى المتحف خمسينيات القرن الماضي، حيث يوجد في واجهته الزخارف العربية والإسلامية، مع العناصر الهندسية والنباتية، ما يعطي فكرة واضحة عن جمالية العمارة والزخرفة في العهد الأموي.
أما في القاعة الشامية بالجانب الشمالي من المتحف، فأوضح مراقب المتحف خالد هرغل أنها انتقلت من قصر الزعيم الوطني جميل مردم بيك في حي الحريقة، والذي أهداها لمديرية الآثار والمتاحف، فخُصصت لاستقبال كبار ضيوف الدولة وذلك بعد افتتاحها رسمياً عام 1962، مشيراً إلى أنها كانت أروع أعمال الفنان محمد علي الخياط لتمثل اليوم بانوراما لدمشق تتجلى فيها كل فنونها العريقة، كما نُقش على أحد جدرانها نهج البردة.
تاريخ بناء متحف دمشق الوطني
وللتعريف بهذا المكان الذي يعبق بالتاريخ السوري، بيّن هرغل للمشاركين أن القسم الأول من المتحف بمكانه الجديد جانب التكية السليمانية بُني عام 1936، بعد انتقاله من المدرسة العادلية، ثم توسع ليضم الآن خمسة أقسام رئيسية وهي: عصور ما قبل التاريخ، وحضارة سوريا القديمة بما فيها مملكتا إيبلا وماري، والآثار الكلاسيكية السورية التي تعود إلى عهود اليونان والرومان والبيزنطيين، والقسم العربي الإسلامي، والقسم الأخير للفنون التشكيلية السورية الحديثة.
فيما يحتوي حرم المتحف في الهواء الطلق وفقاً لهرغل على حديقة مستقلة لوحدها، وتضم أجمل ما أبدعه الفن السوري بمختلف العصور.
ثم تنقل المشاركون في رحلةٍ مشوقة عبر زوايا المتحف، من مملكة تدمر والحياة اليومية فيها، ومنتجاتها المحلية والتجارة وعلومها، وقاعة دورا أوربوس، والحضارة البيزنطية، لينتهي مطاف الرحلة بمعلومات غنية عن ملامح وخصوصيات تاريخية لبلدهم.
بين الرياضية والثقافة.. لعبة تاريخية مشوقة
ووسط أجواء من الحماسة والتنافس، تم تقسيم المشاركين إلى خمس مجموعات، لتنفيذ ألعاب مضمونها أهم الأماكن والمدن الأثرية السورية، والحرف اليدوية القديمة، إضافة إلى أغانٍ ومعزوفات تراثية.
وفي تصريح لمراسلة سانا، بيّنت رئيس مجلس أمناء منظمة سلام المهندسة علا عبد الله أن الهدف من الفعالية التعريف بالتنوع الثقافي الموجود في سوريا، واطلاع فئة الشباب عليه، وتعزيز مفاهيم قبول الآخر، والمساهمة بحماية التراث الوطني، لافتةً إلى أن الفعالية ستتبعها الأسبوع المقبل نشاطات أخرى مخصصة لليافعين.
وكانت فعالية “ذاكرة وانتماء” انطلقت الأسبوع الماضي في دمشق القديمة وشملت بيت فارحي وفندق تاليسمان وغاليري مصطفى علي.
ويحتفل العالم باليوم العالمي للشباب في الـ 12 من آب من كل عام، بعد أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1999 الاحتفال بهذا اليوم، وأوصت بتنظيم أنشط لإذكاء الوعي ببرنامج العمل العالمي للشباب، بهدف إشراك الشباب وتمكينهم في مختلف المجالات لتحقيق التنمية المستدامة.
Source link