“العدالة الانتقالية” في العدد الثاني والثلاثين من مجلة قلمون

صدر العدد الثاني والثلاثون من “قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية”، وقد عني ملفه الرئيس بـ “مسار العدالة الانتقالية في سورية.. تحديات التعافي وبناء المستقبل”.
وقد تحدث رئيس التحرير الدكتور رشيد الحاج صالح عن أهمية هذا الملف قائلا: “مع انبلاج عهد جديد في سورية في إثر تولي الحكومة الجديدة مهماتها، تتجدد الآمال في أن يكون هذا التحول السياسي مقدمةًً لمسارٍٍ حقيقي نحو تحقيق العدالة، وبناء سلام مستدام. وفي قلب هذا المسار تبرز العدالة الانتقالية بوصفها ركيزة أساسًًا لمعالجة تركة الماضي الأليم، وصياغة عقد اجتماعي جديد يقوم على الاعتراف بالضحايا، والمساءلة عن الانتهاكات الجسيمة، وضمان عدم تكرارها”.
وأضاف: “تنبع أهمية العدالة الانتقالية في السياق السوري من حجم المأساة وتعقيداتها؛ فقد خلف النزاع سنواتٍٍ
طويلةًً من العنف الممنهج، والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، والتدمير البنيوي للمؤسسات والثقة المجتمعية.
وبينما تتطلع شرائح واسعة من الشعب السوري إلى طي صفحة الماضي من دون محوها، تبقى العدالة الانتقالية
أداةًً أساسية لتحقيق المصالحة الوطنية وترميم النسيج الاجتماعي”.
وأشار إلى أن: “مسار العدالة الانتقالية في سورية لا يخلو من تحديات جسيمة؛ إذ تواجه الحكومة الجديدة بيئةًً سياسيةًً واجتماعيةًً معقدة، تتداخل فيها الاعتبارات الأمنية مع الحساسيات الطائفية والإثنية والمناطقية، إلى جانب الانقسام المجتمعي العميق، وفقْْد الثقة في المؤسسات الرسمية، وضعف المؤسسة القضائية. وتبرز تحديات مرتبطة بجمع الأدلة وتوثيق الانتهاكات في ظل ضياع كثير من السجلات او إتلافها، فضالًا عن الحاجة إلى توافق سياسي داخلي، ودعم دولي لتأسيس آليات عدالة فعالة وشفافة”.
يذكر أن مجلة قلمون دورية فصلية محكمة، التي ترأس تحريرها منذ تأسيسها الدكتور يوسف سلامة حتى وفاته عام 2024، ويرأس تحريرها حاليًا الدكتور رشيد الحاج صالح، أصدرها مركز حرمون للدراسات المعاصرة منذ عام 2017، وسيتابع إصدارها المركز العربي لدراسات سورية المعاصرة.