حمص… محاضرة حول الفن الإسلامي وإحياء الزي التراثي السوري – S A N A

حمص-سانا
“كيف ننظر إلى الفن الإسلامي؟ مقاربة نقدية لتجاوز المعايير الغربية وسبل إحياء الزي التراثي السوري ودوره في الحفاظ على الهوية الثقافية”، عنوان محاضرة نظمتها مؤسسة “نقش التغيير” بالتعاون مع فرع نقابة المهندسين بحمص على مسرح قصر الثقافة في المدينة، بحضور حشد من المعنيين والمهتمين.
وتحدثت خلال الفعالية التي جاءت ضمن مبادرة “خبرتك لأهل بلدك”، الباحثة في تاريخ الفن والعمارة الإسلامية بجامعة فيكتوريا بكندا وعضو فريق تطوير الهوية البصرية السورية هلا قصقص عن العلاقة بين الإدراك البصري، والسياق التاريخي، والبنية الرمزية التي تحكم إنتاج الفن الإسلامي وسبل تلقيه، كما طرحت أسئلة تتعلق بتعريف هذا الفن وتحليله، من دون الاكتفاء بقراءة شكلية للأعمال الفنية، أو اختزالها في وظيفتها الدينية.
وأكدت قصقص ضرورة التمييز بين النظر إلى الفن الإسلامي كفن ديني مكرس للمقدسات، وبين فهمه كفن حضاري نشأ في بيئة تستمد مرجعيتها من الإسلام، حيث يشمل العمارة بأنواعها والزخرفة، والمصنوعات اليدوية، والخط والمخطوطات، والفنون البصرية التي لا تتطلب أن تكون مرتبطة بنص مقدس أو مؤسسة دينية.
وتناولت قصقص تنوع الوسائط الفنية في العالم الإسلامي، وتعدد الأقاليم التي شهدت تطور هذا الفن، مع التأكيد على عدم وجود أسلوب واحد مهيمن، بل أنماط بصرية مختلفة تشترك في عناصر جوهرية كالتجريد والتكرار والتناظر، مشيرة إلى أن هذا التنوع شمل الفنون الأندلسية والمغربية والعثمانية وغيرها، مع إدماج التأثيرات المحلية في إطار مفاهيمي موحد من حيث المرجعية الدينية، لا من حيث الشكل أو التقنية.
وأوضحت المحاضِرة في محور العلاقة بين الفن والعلم في التاريخ الإسلامي، أن كثيراً من عناصر الفن الإسلامي، وخاصة في العمارة والزخرفة، تستند إلى معرفة دقيقة بالرياضيات والهندسة والبصريات.
واستعرضت نماذج لفنون مخطوطات ومنمنمات وزخارف نباتية وهندسية، تشير إلى مستويات متعددة من التواصل بين النص البصري والنص المكتوب، بين الفن والأدب، وبين الشكل والمضمون، كما شملت أمثلة على ارتباط هذه الأعمال بأنظمة رعاية مؤسساتية، كالأوقاف والمدارس، وبينت كيف أن الإنتاج الفني كان جزءاً من بنية الدولة والمجتمع، وليس ظاهرة فردية أو تجارية فقط.
ورأت الباحثة قصقص أن دراسة الفن الإسلامي لا يمكن أن تنفصل عن دراسة السياقات التي أنتجته، ولا عن اللغة البصرية التي يستخدمها، كما دعت إلى اعتماد منهجيات متقاطعة، تشمل تاريخ الفن والأنثروبولوجيا والعمارة، والدراسات الدينية والتاريخ السياسي، لفهم ما تحمله هذه الأعمال من دلالات رمزية ومعرفية.
بدورها تحدثت عايدة دالاتي الباحثة والخبيرة في الزي التراثي السوري والجامعة له منذ ٤٥ عاماً، عن سبل إحياء الزي التراثي السوري، ودوره في الحفاظ على الهوية الثقافية، منوهة بالتعاون القائم مع وزارة الثقافة لإنشاء متحف للفلكلور السوري من اللباس، وتنفيذ برامج توعية مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وتدريب النساء اللواتي يرغبن في إنتاج مختلف الأزياء التراثية السورية، حيث استعرضت تاريخ وحكاية النقوش والزخارف في عدد من القطع التراثية للباس السوري.
وتضمنت الفعالية عرضاً موجزاً للتعريف بمؤسسة “نقش التغيير” ومبادرة “خبرتك لأهل بلدك”، كما تضمنت مداخلات من الحضور حول سبل الحفاظ على الهوية الثقافية.
Source link