الأخبار السياسية

الشيباني من بغداد: سوريا لا تقبل الوصاية

Reading Time: 1 minute

قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، خلال كلمته في القمة العربية الـ “34” المنعقدة في بغداد، اليوم السبت 17 من أيار، إن سوريا لا تقبل وصاية، ولا ترضى بأن تكون ساحة لصراعات الآخرين، وتريد علاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل.

ونقل الشيباني تحيات الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع الذي تخلف عن حضور القمة، إضافة إلى غياب قادة عرب آخرين.

وقال وزير الخارجية السوري في القمة، “تابعنا جميعًا بإيجابية إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رفع العقوبات التي فُرضت على بلدنا، وهو قرار نراه خطوة مهمة في طريق التعافي الوطني وإعادة الإعمار، ويعكس جهدًا دبلوماسيًا عربيًا صادقًا أثمر عن نتائج ملموسة”.

واعتبر الشيباني، أن رفع العقوبات ليس نهاية المطاف، بل هو بداية طريق نأمل أن يكون معبَّدا بالتعاون الحقيقي، وتكامل الجهود العربية لتحقيق التنمية”.

إقرأ أيضًا: بعد رفع العقوبات.. الشرع يدعو للاستثمار في سوريا

وفي 13 من أيار الحالي، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن قراره رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، وقال خلال كلمة له في منتدى “الاستثمار السعودي الأمريكي”، “آن الأوان لمنح سوريا الفرصة، وأتمنى لها حظًا طيبًا”.

وأضاف ترامب، “شهدت سوريا سنوات طويلة من البؤس والمعاناة، واليوم هناك حكومة جديدة نأمل أن تنجح في تحقيق الاستقرار وإنهاء الأزمات”، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تمثل الخطوة الأولى نحو تطبيع العلاقات بين واشنطن ودمشق.

الحضن العربي

الشيباني أشار إلى أن سوريا دفعت ثمنًا باهظًا نتيجة سياسات نظام الأسد، وفي مقاومة مشاريع التفتيت، لكنها “تعود اليوم إلى حضنها العربي، واضعة نصب عينيها بناء مستقبل جديد، لا يقصي أحدًا، ولا يعادي أحدًا”.

وأعلن الشيباني بدء “خطوات جادة نحو التعافي الوطني، انطلقت من إيمان راسخ بأن سوريا لجميع السوريين، لا مكان فيها للتهميش، ولا للإقصاء”.

و”لأول مرة في التاريخ خاضت سوريا تجربة وليدة لحوار وطني جامع، يستوعب التنوع، ويضمن التمثيل، ويصون الكرامة”، بحسب الشيباني.

وفي 25 من شباط الماضي، أقيم مؤتمر للحوار الوطني في سوريا، خلص إلى 18 بندًا أبرزها: الحفاظ على وحدة سوريا، وسيادتها على كامل أراضيها، ورفض أي شكل من أشكال التجزئة والتقسيم، أو التنازل عن أي جزء من أرض الوطن.

برلمان وطني وتحديات

الشيباني وخلال كلمته في القمة العربية أعلن “وضع اللمسات الأخيرة لانطلاق العمل من أجل برلمان وطني يمثل كل الطيف السوري، ولدستور دائم يكرس الحقوق، ويصون السيادة، ويؤسس لدولة القانون، لا لدولة الفوضى”.

“تدفع سوريا ثمنًا باهظًا نتيجة تدخلات خارجية وصراعات داخلية، وتواجه أطرافًا لا يعنيها أمن السوريين ولا مستقبلهم، بل تعمل على توظيف المأساة السورية لخدمة مشاريعها الخاصة”، بحسب الشيباني، الذي اعتبر أن “التمسك الثابت بسيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض التدخل الخارجي، حق أصيل لا يقبل المناورة أو المفاوضة”.

وقال وزير الخارجية إن “سوريا لا تقبل وصاية، ولا ترضى بأن تكون ساحة لصراعات الآخرين”، معبرًا عن رفضه القاطع وإدانته لأي “مشروع يهدف إلى إضعاف الدولة السورية، أو تقسيمها تحت أي ذريعة كانت”.

وتريد سوريا علاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل، مثمنة كل خطوة عربية ساهمت في كسر العزلة ورفع العقوبات، بحسب الشيباني، الذي اعتبر أن “سوريا القوية والمستقرة ركيزة الأمن العربي”.

تنظيم “الدولة” وإسرائيل

تواجه سوريا تحديات عدة تتمثل ببقايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي تحاول قوى خارجية استخدامها كأداة للابتزاز السياسي والضغط الأمني، إضافة لما يحاك في الخفاء لتفكيك المجتمع السوري وزرع الفتنة، عبر دعم تشكيلات انفصالية، لجر البلاد إلى صراع أهلي طويل الأمد، بحسب وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني.

واعتبر الوزير الشيباني أن التهديدات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في جنوبي سوريا “خرق صارخ للقانون الدولي، وتشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي”.

وأكد وزير الخارجية السوري التزام سوريا بـ”اتفاقية فصل القوات لعام 1974، التي تضمن الحد الأدنى لاستقرار تلك المنطقة الحساسة”، مشيرًا إلى أن “الحفاظ على أمن جنوب سوريا جزء لا يتجزأ من أمن سوريا ووحدة أراضيها”، معتبرًا أن “استمرار الاعتداءات يهدد مساعي التهدئة، ويفتح الباب لمزيد من الفوضى في المنطقة”.

انسحاب من الجولان وعودة النازحين

أبدى مسؤولون أمميون وعرب مشاركون في القمة دعمهم لسوريا، خلال المرحلة الانتقالية، مشيرين إلى ضرورة عملية سياسية يتشارك فيها جميع الأطراف، والانسحاب الإسرائيلي من الجولان المحتل.

وأعرب الأمين العام للمتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أمله في أن يسهم رفع العقوبات عن سوريا في تحسين أوضاعها.

وقال غوتيريش إن “سلامة ووحدة الأراضي السورية أمر مهم”. ‏وعبر الأمين العام للأمم المتحدة، عن دعمه العملية الانتقالية السياسية في سوريا، وضرورة دعم العملية السياسية فيها بمشاركة جميع الأطراف بغض النظر عن الدين والعِرق.

بدوره قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، خلال كلمته في القمة إن “سوريا تخوض مرحلة صعبة وتحديًا كبيرًا لبناء سوريا جديدة وسنقف مع أهلها لتجاوز هذا الوضع الصعب”.

دعم سوريا الجديدة على طاولة القادة العرب

وأشار أبو الغيط إلى أن “رفع العقوبات عن سوريا سيسهم بتخفيف معاناة شعبها وخلق واقع اقتصادي جديد يعزز قدرتها على مواجهة التحديات”.

وثمَّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته، قرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مضيفًا أنه “يجب المحافظة على الدولة السورية ووحدتها”.

وقال السيسي، إنه “لا بد من استثمار رفع العقوبات عن سوريا  من أجل مصلحة الشعب السوري والعمل على محاربة الإرهاب”.

وشدد الرئيس المصري، على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها وانسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل”.

رئيس الوزراء الأردني، الذي ترأس الوفد الأردني في القمة، جعفر حسان، قال إن “استقرار سوريا ركيزة لاستقرار المنطقة”، معربًا عن ترحيبه برفع العقوبات عنها.

وأعلن حسان وقوف بلاده بكل إمكاناتها مع سوريا في مسيرة إعادة البناء ومواجهة كل ما يهددها، مشيرًا إلى أن الأردن الجار سيبقى داعمًا لسوريا بعد سنوات من الدمار والمعاناة.

في حين أكد رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، تعاون بلاده مع سوريا لإعادة النازحين السوريين الموجودين في لبنان إلى بلادهم، داعيًا إلى “تأمين الظروف الموائمة لذلك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى