الشيباني من تركيا: الاتفاق مع “قسد” لا يزال حبرًا على ورق

اعتبر وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن اتفاق 10 من آذار الموقع بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، “لا يزال حبرًا على ورق”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال زيارة الشيباني إلى العاصمة التركية أنقرة اليوم، الأربعاء 8 من تشرين الأول.
وكان الشيباني التقى نظيره التركي اليوم في أنقرة، حيث بحث الجانبان التطورات الأخيرة في المنطقة والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، وفق ما قالته الخارجية السورية عبر معرفاتها الرسمية.
اتفاق 10 آذار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة نص على تسليم الحكومة السورية موارد النفط والغاز والكهرباء في الشمال الشرقي، واندماج “قسد” في الجيش السوري، لكنه تجمد بعد اعتراض “الإدارة الذاتية” على الإعلان الدستوري الذي أقره الرئيس الشرع، معتبرة أنه “لا يحمي حقوق الأقليات بشكل كافٍ”.
“حبر على ورق”
قال الشيباني، إننا لم نصل إلى أي خطوة عملية لتطبيق اتفاق 10 من آذار، معتبرًا إياه أنه ما زال “حبرًا على ورق”.
ودعا الشيباني “قسد” إلى بذل كل ما في وسعها لتطبيق الاتفاق، مشيرًا إلى أن الاجتماع الذي جرى الثلاثاء 7 من تشرين الأول، بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وقائد “قسد”، مظلوم عبدي، في دمشق بحضور المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، هو حوار سوري- سوري.
وزير الخارجية السوري أشار إلى ضرورة الإسراع في خطوات تحسين وضع الخدمات بمناطق شمال شرقي سوريا.
وأضاف، “نرفض التقسيم بأي شكل من الأشكال، فسوريا دولة واحدة موحدة”.
واعتبر وزير الخارجية السوري، أن سوريا عادت بثقلها ومكانتها التاريخية إلى مكانها بين دول العالم، مؤكدًا على الدور الكبير لتركيا ودعمها الواسع لسوريا خلال المرحلة الانتقالية.
بالنسبة لإسرائيل، دعا الشيباني المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على الأراضي السورية، وإلزامها التقيد باتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
وقال الشيباني إن “التهديدات الإسرائيلية لا تزال تهدد أمننا وتنتهك أراضي جديدة في سوريا”.
تركيا: إسرائيل تزعزع الاستقرار
وزير الخارجية التركي قال، “إننا نتابع الأحداث في السويداء عن كثب والتدخلات الإسرائيلية تزيد حالة عدم الاستقرار”، مؤكدًا أن “محاولات إسرائيل زعزعة استقرار سوريا بعملياتها الأحادية تمس أمننا القومي”.
وبالنسبة لـ”قسد” قال فيدان، إن “قسد” التي تسعى إلى تحقيق أجندة انفصالية تحت ستار محاربة تنظيم “الدولة”، يجب عليها الآن التخلي عن هذه المعادلة”.
وأضاف، “من المهم ألا تشكل أي منظمة إرهابية في سوريا تهديدًا لأي دولة في المنطقة أو لنا”.
وأشار فيدان إلى أن الحكومة السورية لديها الإرادة القوية لمحاربة تنظيم “الدولة” بالتعاون مع المجتمع الدولي، داعيًا إلى الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها.
وبدأت أحداث السويداء في 12 من تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة.
تدخلت الحكومة السورية في 14 من تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.
في 16 من تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل “فزعات عشائرية” نصرة لهم.
وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.
لقاء بين الشرع وعبدي
المؤتمر الصحفي بين الشيباني وفيدان جاء بعد عقد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، اجتماعًا في دمشق، الثلاثاء 7 من تشرين الأول.
اللقاء الذي أكدته وكالة “فرانس برس”، نقلًا عن مصدر حكومي، يعتبر الثاني من نوعه منذ آذار الماضي.
ونقلت “فرانس برس”، عن مصدرين أن اللقاء حضره المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم براك، وقائد القيادة الأمريكية الوسطى براد كوبر.
وضم وفد “الإدارة الذاتية”، وفق وكالة “هاوار” المقربة من “الإدارة الذاتية”، مظلوم عبدي والقياديتين في “قسد”، إلهام أحمد وروهلات عفرين.
وقال وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في تغريدة على حسابه بمنصة “إكس”، إنه التقى بمظلوم عبدي، في دمشق، و”اتفقنا على وقف شامل لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن “يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فوريًا”، وفق أبو قصرة.
ما الملفات التي ناقشها الاجتماع
أعلنت “الإدارة الذاتية” عن نتائج أولية للاجتماعات التي عقدت، والتي تناولت ملفات دستورية وأمنية وإنسانية تهدف إلى تعزيز الاستقرار وبناء السلام في سوريا.
وجاء عبر حساب “اتصالات شمال وشرق سوريا” على “إكس”، مساء الثلاثاء 7 من تشرين الأول، أن الطرفين ناقشا تعديل دستور البلاد، معتبرًا أن “هذه النقطة بالغة الأهمية، إذ يجب أن يمثل دستور أي دولة جميع سكانها ويحمي كل فرد”.
كما تمت مناقشة مبدأ دمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات الأمن الداخلي ضمن إطار وطني موحّد، وهو ما وصفه الوفد بأنه خطوة نحو تشكيل “جيش منظم وفعّال يخدم حماية جميع السوريين”.
كما دعا الوفد إلى وقف إطلاق نار شامل وفوري في شمال شرقي سوريا وحلب، مؤكدًا ضرورة أن “يعيش جميع السوريين في بلد آمن”.
وأوضح حساب “اتصالات شمال وشرق سوريا” أن المباحثات تطرّقت كذلك إلى قضية عودة النازحين وسبل مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذه الملفات تُعد “قضايا رئيسة لضمان الاستقرار والسلام الدائم في سوريا”.
ولم يتم توقيع أي ورقة رسمية بعد بين الطرفين بحسب حساب “الوفد” على “إكس”.