إثر صورة أثارت جدلًا في تركيا.. براك يوضح هدف زيارته للحسكة

قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، إن زيارته إلى الحسكة لا تتعارض مع مصالح تركيا، معتبرًا أن مهمته متمحورة حول تعزيز آليات التعاون.
وكان براك زار الحسكة، في 6 من تشرين الأول الحالي، برفقة قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، براد كوبر، والتقى قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، لإجراء محادثات معه، وانتشرت صورة من اللقاء أظهرت ولاية هاتاي التركية (لواء إسكندرون الذي ضمته تركيا إلى أراضيها) أرضًا سورية، ما أثار جدلًا في تركيا.
وقال براك على حسابه بمنصة “إكس” اليوم، الأربعاء 8 من تشرين الأول، “زرتُ الحسكة مبعوثًا لتسهيل ومتابعة التقدم المحرز في تنفيذ اتفاق 10 آذار بين الحكومة السورية، وقوات سوريا الديمقراطية”.
واعتبر المبعوث الأمريكي أن اتفاق 10 من آذار على قدر بالغ من الأهمية، ليس فقط لاستقرار وأمن سوريا، بل أيضًا للمصالح الاستراتيجية لكل من تركيا والولايات المتحدة.
ووفق براك، فإنه أجرى زيارته بـ”شفافية تامة” وبـ”روح تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتنسيق مكافحة الإرهاب، ووصول المساعدات الإنسانية”، مشيرًا إلى أن كل هذه أمور “تخدم مصالح تركيا الأمنية والاقتصادية بشكل مباشر”.
وتبع براك أن أي “تلميح” إلى أن الزيارة تضمنت أنشطة “تقوض المصالح الوطنية لتركيا” أو وحدة أراضيها هو أمر “عارٍ عن الصحة” تمامًا.
وقال أيضًا، إن أي اتهام بـ”وجود خريطة لم أرها قط في غرفة اجتماعات لم أدخلها من قبل” هو ادعاء “سخيف تمامًا”.
وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن مهمته، كانت ولا تزال “متمحورة حول تعزيز آليات التعاون التي تُقلل من التهديدات العابرة للحدود وتدعم الهدف الأوسع المتمثل في السلام وإعادة الإعمار الإقليمي”.
ما القصة
في الساعات الماضية، انتشر خبر صورة براك مع عبدي في الحسكة عبر صحف محلية ومواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، وتظهر فيها ولاية هاتاي التركية (لواء إسكندرون) أرضًا سورية.
وأثارت الصورة جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا.


اجتماع ضم قائد “قسد” مظلوم عبدي مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك وقائد “سينتكوم” برادلي كوبر – 6 تشرين الأول 2025 (مكتب اتصالات شمال وشرق سوريا/ إكس)
الصورة التي لفت الانتباه إليها الصحفي التركي مصطفى ديليك من هاتاي، انتشرت بعد ذلك على عدة مواقع ثم على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووصف موقع قناة “هالك تي في” التركي الصورة بأنها “فضيحة دبلوماسية”.
يقع لواء اسكندرون شمال غربي سوريا على البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحته 4800 كيلومتر مربع، وكان خلال الحقبة العثمانية تابعًا لولاية حلب، ويضم حاليًا عددًا من المدن والبلدات، أهمها أنطاكية، وإسكندرون، والريحانية، وقراخان.
ويعد اللواء إحدى أبرز القضايا الإشكالية بين سوريا وتركيا بين عامي 1916 و1939، إذ حظيت هذه المنطقة عقب انهيار الدولة العثمانية بحكم ذاتي يتبع للحكومة السورية، وما لبثت أن أُعيد ربطها بالدولة السورية عام 1926، في عهد الرئيس السوري أحمد نامي.
واستصدرت فرنسا قرارًا من عصبة الأمم المتحدة عام 1937، أعطى لواء إسكندرون حكمًا ذاتيًا، وربطه شكليًا بالحكومة السورية في دمشق، قبل أن تدخله القوات التركية عام 1938، وتنسحب فرنسا منه.
في عام 1939، أجرت تركيا استفتاء في اللواء، أشرفت عليه فرنسا، وأظهرت نتائجه قبولًا شعبيًا بضمه رسميًا إلى تركيا، وهو ما حدث فعلًا رغم السخط العربي من هذا الإجراء والتشكيك بنتائج الاستفتاء، ولا يزال حتى اليوم ضمن الأراضي التركية، تحت مسمى “إقليم هاتاي”.
لقاء بين الشرع وعبدي
عقد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، اجتماعًا في دمشق، الثلاثاء 7 من تشرين الأول.
اللقاء الذي أكدته وكالة “فرانس برس” على صفحتها في “إكس”، نقلًا عن مصدر حكومي، يعتبر الثاني من نوعه منذ آذار الماضي.
ونقلت “فرانس برس”، عن مصدرين، أن اللقاء حضره المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم براك، وقائد القيادة الأمريكية الوسطى براد كوبر.
وأعلنت “الإدارة الذاتية” على “إكس”، مساء الثلاثاء 7 من تشرين الأول، أن الطرفين ناقشا تعديل دستور البلاد، معتبرًا أن “هذه النقطة بالغة الأهمية، إذ يجب أن يمثل دستور أي دولة جميع سكانها ويحمي كل فرد”.
كما تمت مناقشة مبدأ دمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات الأمن الداخلي ضمن إطار وطني موحّد، وهو ما وصفه الوفد بأنه خطوة نحو تشكيل “جيش منظم وفعّال يخدم حماية جميع السوريين”.
كما دعا الوفد إلى وقف إطلاق نار شامل وفوري في شمال شرقي سوريا وحلب، مؤكدًا ضرورة أن “يعيش جميع السوريين في بلد آمن”.
وأوضح حساب “اتصالات شمال وشرق سوريا” أن المباحثات تطرّقت كذلك إلى قضية عودة النازحين وسبل مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذه الملفات تُعد “قضايا رئيسة لضمان الاستقرار والسلام الدائم في سوريا”.