عبدي: توصلنا لتفاهم شفهي بشأن دمج “قسد”

قال القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، إن اجتماعات جرت مؤخرًا بين وفود من “الإدارة الذاتية” ومسؤولين في دمشق، توصلت إلى “اتفاق مبدئي” حول عدد من القضايا، بينها وقف شامل لإطلاق النار واستمرار الحوار على مستوى رفيع.
وأضاف عبدي، في تصريحات لفضائية “روناهي” الكردية، المقربة من “قسد”، اليوم السبت 11 من تشرين الأول، أنه التقى في دمشق بوزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات بشكل منفصل، مشيرًا إلى وجود “تفاهم حول مبدأ اللامركزية” في الحكم، مع استمرار النقاش حول تفسير المصطلحات المرتبطة بها.
وأوضح أن الجانبين توصلا إلى تنسيق شفهي بشأن دمج “قسد” في الجيش السوري، مبينًا أن دمشق أبدت رغبتها بالاستفادة من خبرات “قسد”، وأن لجنة عسكرية تضم ممثلين عن “قوى الأمن الداخلي” ستتوجه قريبًا إلى دمشق لمتابعة تفاصيل هذا الملف.
وأشار عبدي إلى أن هناك “تفاهمًا عسكريًا وأمنيًا قيد البحث”، وأن واشنطن اقترحت تشكيل قوة مشتركة بين “قسد” والجيش السوري لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، مؤكدًا قبول المقترح الأمريكي “لضمان أن تكون الحرب ضد التنظيم ذات طابع وطني شامل”.
وحول الجانب السياسي، ذكر عبدي أن هناك تفاهمات جارية لإدراج بنود “اتفاق 10 آذار” في الدستور السوري الجديد، مشيرًا إلى أن اجتماعات مقبلة ستُعقد في دمشق لمناقشة التعديلات الدستورية.
كما أكد أن ملفات الرقة ودير الزور والحسكة “مرتبطة بشكل نظام الحكم المستقبلي في سوريا”، مشددًا على أن الانسحاب من هذه المناطق “غير قابل للنقاش”، وأوضح عبدي أن ممثلين من الرقة ودير الزور سيشاركون في الاجتماعات المقبلة بين الطرفين.
وفي ملف العودة، دعا عبدي أهالي عفرين ورأس العين وتل أبيض إلى الاستعداد للعودة إلى ديارهم في إطار تفاهمات أوسع، مضيفًا أن التحالف الدولي وواشنطن مهتمان بملف أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، وأن اتفاق 1 من نيسان بشأن هذه الأحياء “يجب تطبيقه عمليًا”.
وختم عبدي تصريحاته بالتأكيد على أن المباحثات مع دمشق تركز على “حل سوري- سوري شامل”، مضيفًا أن قنوات التواصل مع تركيا “لا تزال مفتوحة”، وقال عبدي، “طالما تركيا تريد تطبيق الاتفاق مع دمشق يمكنها دعمه”.
لقاء بين الشرع وعبدي
عقد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، اجتماعًا في دمشق، في 7 من تشرين الأول الحالي.
ونقلت وكالة “فرانس برس”، عن مصدرين، أن اللقاء حضره المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك، وقائد القيادة الأمريكية الوسطى براد كوبر.
وضم وفد “الإدارة الذاتية”، وفق وكالة “هاوار” المقربة من الإدارة الذاتية، مظلوم عبدي والقياديتين في “قسد”، إلهام أحمد وروهلات عفرين.
وقال وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في تغريدة على حسابه بمنصة، “إكس”، إنه التقى بمظلوم عبدي، في دمشق، واتفقا على “وقف شامل لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن “يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فوريًا”، وفق أبو قصرة.
ماذا ناقش الطرفان؟
أعلنت “الإدارة الذاتية” عن نتائج أولية للاجتماعات التي عقدها وفد “قسد” مع ممثلين عن الحكومة في دمشق، والتي تناولت ملفات دستورية وأمنية وإنسانية تهدف إلى تعزيز الاستقرار وبناء السلام في سوريا.
وجاء عبر حساب “اتصالات شمال وشرق سوريا” على “إكس”، في 7 من تشرين الأول، أن الطرفين ناقشا تعديل الدستور، معتبرًا أن “هذه النقطة بالغة الأهمية، إذ يجب أن يمثل دستور أي دولة جميع سكانها ويحمي كل فرد”.
كما تمت مناقشة مبدأ دمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات الأمن الداخلي ضمن إطار وطني موحّد، وهو ما وصفه الوفد بأنه خطوة نحو تشكيل “جيش منظم وفعّال يخدم حماية جميع السوريين”.
كما دعا الوفد إلى وقف إطلاق نار شامل وفوري في شمال شرقي سوريا وحلب، مؤكدًا ضرورة أن “يعيش جميع السوريين في بلد آمن”.
وأوضح حساب “اتصالات شمال وشرق سوريا” أن المباحثات تطرقت كذلك إلى قضية عودة النازحين وسبل مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذه الملفات تُعد “قضايا رئيسة لضمان الاستقرار والسلام الدائم في سوريا”.
ولم يتم توقيع أي ورقة رسمية بعد بين الطرفين بحسب حساب “الوفد” على “إكس”.
ووجّه “الوفد” شكره إلى كل من وزارة الخارجية الفرنسية والقيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) والسفارة الأمريكية في تركيا على دعمهم وجهودهم في تسهيل هذا الحوار، مؤكدًا أن هذه الأطراف “ساهمت بفعالية في تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف”.
وتأتي هذه الاجتماعات في ظل تصاعد الحديث عن ترتيبات سياسية جديدة في سوريا، ومحاولات لتقريب المواقف بين الحكومة و”الإدارة الذاتية”، بعد أيام من التوتر الميداني بين الطرفين في حلب.