“تسجيل صوتي” يشعل مواجهات في جرمانا

شهدت مدينة جرمانا في محافظة ريف دمشق مواجهات مسلحة استمرت لساعات، إثر انتشار تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي احتوى إساءة للنبي محمد، نُسب لأحد شيوخ الطائفة الدرزية، وهو ما نفاه الشيخ نفسه لاحقًا.
وبدأت المشكلة من السكن الجامعي في حمص، مساء الأحد 27 من نيسان، بهجوم بعض الطلاب على طلاب آخرين من أبناء الطائفة الدرزية، بعد انتشار التسجيل الصوتي، لكن السلطات قالت إنها احتوت المشهد، واعتقلت المتورطين بالهجمات.
وبعد ساعات امتدت المشكلة لمحيط العاصمة دمشق، إذ هاجمت مجموعات عسكرية مدينتي جرمانا وصحنايا، كرد فعل على انتشار التسجيل الصوتي أيضًا.
من جانبها قالت وزارة الداخلية السورية، اليوم الثلاثاء 29 من نيسان، إنها أطلقت تحقيقات مكثفة بشأن التسجيل الصوتي المنتشر، وأثبتت التحقيقات الأولية أن الشخص الذي نُسب له التسجيل، ليس صاحب الصوت نفسه.
ودعت الوزارة للالتزام بالنظام العام، وعدم الانجرار إلى أي تصرفات فردية أو جماعية من شأنها الإخلال بالأمن العام أو التعدي على الأرواح والممتلكات، مشيرة إلى أنها ملتزمة بمحاسبة المسؤولين.
وقالت صفحة “الراصد” الإخبارية، عبر “فيس بوك” إن هجومًا تعرضت له مدينة جرمانا من قبل مجموعات مسلحة، أسفر عن مقتل ستة أشخاص، وجرح 15 آخرين.
وأضافت عبر منشور منفصل، صباح اليوم، أن قوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية، عملت على فض الاشتباك وتطويقه، في حين يستمر سماع بعض الأصوات من جهة محور المليحة.
ورصدت عنب بلدي استمرار إغلاق المداخل الرئيسية لمدينة جرمانا، بينما لا تزال رشقات رصاص متقطعة تُسمع على محور المليحة شرق المدينة.
وقال مدنيان من أبناء جرمانا ويقيمان فيها حاليًا، إن قذيفتين سقطتا في المدينة قبل نحو ساعة، لم يعرف بعد موقع سقوطها بدقة، أو الأضرار التي خلفتهما.
بيانات
عقب المواجهات، أصدرت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جرمانا بيانًا استنكرت فيه التسجيل الصوتي الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويحمل إساءة للنبي محمد.
وقال البيان الذي اطلعت عليه عنب بلدي: “إننا نعتبر ما تمَّ تلفيقه من مقطع صوتي بهذا الخصوص (كما أكد بيان وزارة الداخلية) مشروعَ فتنةٍ وزرعًا للانقسام بين أبناء الوطن الواحد”.
وأدان البيان الهجوم المسلح على مدينة جرمانا، الذي استُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، واستهدف خلاله المدنيين.
الهيئة قالت في بيانها أيضًا إن غالبية من أصيبوا أو قتلوا من أبناء المدينة هم من منتسبي جهاز الأمن العام، وكانوا في مواقع عملهم حينما فاجأتهم “يد الغدر والعدوان”.
ودعت الجهات الرسمية إلى الخروج للرأي العام، وتوضيح ملابسات الحدث، وإيقاف حملات التحريض والتخوين التي تزيد الأوضاع تأزّمًا، وفق تعبيرها.
وحمّلت الهيئة السلطات المسؤلية الكاملة عما حدث، وعن أي تطورات لاحقة أو تفاقمٍ للأزمة.
من جانبه اعتبر شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، يوسف جربوع، عبر تسجيل مصور، أن ما حصل من توتر مؤخرًا هو “فتنة تعمل عليها أطراف عديدة لها مصلحة في تقسيم سوريا”.
الشيخ مروان كيوان الذي نُسب له التسجيل الصوتي، نفى من جانبه أن يكون الصوت له، وقال عبر تسجيل مصور، اليوم الثلاثاء، “صوتي واضح وقارنوا بينه وبين التسجيل المزعوم”.
وأضاف، “من فعل هذه الفتنة هو رجل شرير يريد إيقاع الفتنة بين كل مكونات الشعب السوري”.
جرمانا.. طبيعة أمنية مختلفة
تنتشر العديد من الفصائل العسكرية المحلية في مدينة جرمانا، ومع اندلاع المواجهات بين فصائل المعارضة وقوات النظام المخلوع، طردت فصائل جرمانا قوات النظام نهاية العام الماضي من المدينة، وتمركزت فيها.
ومع مرور الوقت، رفضت هذه الفصائل نفسها دخول قوات الجيش السوري، وتحصنت في المدينة، ما دفع الحكومة السورية لدفع قوات عسكرية نحو المنطقة، مهددة باقتحامها، في أعقاب مشكلة نشبت بين منتسبين للأمن العام وفصائل المدينة.
ولعبت وساطات من وجهاء ورجال دين، وفصائل عسكرية في السويداء، دورًا في منع المواجهات بمدينة جرمانا، ودخلت قوى الأمن العام حينها للمدينة بشكل سلمي دون مواجهات.
وخلال التوتر الأمني بين الفصائل المحلية بجرمانا، وقوات الحكومة السورية، لوّحت إسرائيل مرارًا أنها ستتدخل عسكريًا لحماية أبناء جرمانا في حال حاولت الحكومة السورية اقتحام المنطقة.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى