في ذكراه الأولى… محبو الكاتب حسن سامي يوسف يجتمعون لتكريمه في دمشق – S A N A

دمشق-سانا
أقيمت اليوم فعالية ثقافية في مقر اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في سوريا، بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل الكاتب الفلسطيني السوري حسن سامي يوسف، بحضور ومشاركة عدد من كبار الفنانين ومحبي الراحل وطلابه، الذين اجتمعوا لتكريم إرثه الإبداعي ومسيرته الغنية في الكتابة والدراما، في لحظة وفاء لاسم ترك أثراً عميقاً في المشهد الثقافي السوري والعربي.
الفعالية التي حملت عنوان الوفاء للروائي والسيناريست الفلسطيني السوري حسن سامي يوسف، استعاد من خلالها الحضور مسيرة حياة الراحل الحافلة بالإبداع، وذكروا مناقبه وقيمه التي انعكست على سلوكه وأعماله، فكان وفياً وصادقاً لكلماته ومواقفه.
أبرز محطات حياة الكاتب
الدكتور ثائر عودة الذي أشرف على إدارة الأمسية، كشف للحضور بعضاً من جوانب حياة الكاتب الراحل، وبين أن يوسف عمل في بداياته ممثلاً في المسرح القومي بدمشق، ليؤسس مع عدد من الشبان المسرح الفلسطيني في عام 1967، ثم نال منحة لدراسة فن السينما في موسكو قدمتها وزارة الثقافة السورية عام 1968، حيث نال درجة الماجستير من المعهد العالي للسينما، وكان ذلك كافياً ليعين رئيساً لدائرة النصوص في المؤسسة العامة للسينما بعد إنهاء دراسته.
رفيقة دربه ربا شاويش: كنت زوجته وتلميذته
وتحدثت الكاتبة ربا شاويش زوجة الراحل، بعين العاشقة والصديقة والزوجة وحتى التلميذة، عن أهم محطات حياتهما سوية، حيث أشارت إلى أنها كانت كل يوم تتعلم من الراحل الكتابة والفن والحياة والقيم، ووصفته بالإنسان الصادق الشفاف الكريم والهادئ جداً، البعيد عن التصنع والقريب من جميع الناس.
وأضافت شاويش: رافقت حسن آخر 10 سنوات من حياته، اكتشفت في نهايتها أنني لم أكن أرافقه وحسب، بل كنا منصهرين سوية في الحياة، والآن أشعر أنني كل يوم يجب أن أحضر غصناً أخضر من زيتون فلسطين وأغرسه فوق ثرى زوجي، كي تؤنس وحشته فهو لم يحب في حياته أحداً مثل فلسطين، كما أوضحت أنه كان يعشق دمشق التي احتضنته في حياته ومماته.
المبدع يبقى حاضراً من خلال إبداعه
أما الكاتب والأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية الممثل غسان مسعود، فتحدث عن بداية صداقته مع الراحل عام 1994، عندما أنجزا سوية فيلم “المتبقي”، حيث قال: إن ما يميز الراحل زهده بالأضواء والظهور، فكان لا يحب أن يشار إليه بصفته كاتب النص.
وعن الجانب المهني الصرف عند يوسف، استفاض مسعود بالحديث عنه بكثير من الشوق، بصفته كاتباً أكاديمياً وموهوباً وملتصقاً بالناس والمجتمع، فهو يشبه الكاتب الروسي تشيخوف، فقد جعل الناس يعيشون داخل شخصيات أعماله الدرامية كـ (شجرة النارنج، الانتظار، زمن العار، الندم، نساء صغيرات، الغفران)، فكانت تلك الشخوص تعيش مصائرها وأقدارها كما يحلو لها ضمن محيط اجتماعي، وكان يميل للأحياء الشعبية أو المتوسطة، دون أن يفرض رؤاه الشخصية.
يوسف عاشق فلسطين
الفنان تيسير إدريس استذكر العديد من الذكريات التي جمعته بالراحل، فشارك معه في فيلم “بوابة الجنة”، الذي يروي قصة شبان فلسطينيين استشهدوا لأجل تحرير وطنهم.
وروى إدريس للحضور، قصة رفض يوسف السفر الى رام الله عندما تم الطلب منه عبر إحدى الجهات زيارتها، لأنه لا يستطيع أن يدخل إلى فلسطين ويرى المحتل بعينيه، وينتظر منه أن يأذن له بالدخول إلى بلاده.
يشار الى أن الكاتب الفلسطيني حسن سامي يوسف من مواليد مدينة لوبيا في فلسطين المحتلة عام 1945، وانتقل في 1948 إلى بعلبك شرق لبنان، ليسكن بعدها دمشق التي أبدع في فضائها حتى وفاته في الـ 2 من آب 2024.
Source link