الأخبار السياسية

“أولي البأس” تكشف قياداتها وخطتها لقتال إسرائيل

Reading Time: 1 minute

في تطور لافت على الساحة السورية، انضمت مجموعات مسلحة إلى “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا”، المعروفة بـ”أُولي البأس”، في خطوة حملت دلالات سياسية وتنظيمية، تزامنت مع انعقاد مؤتمر للجبهة في دمشق يومي 5 و6 أيار الحالي.

وشملت المجموعات المنضوية حديثًا، بحسب ما نشرته جريدة “النهار” اللبنانية، في 12 من أيار، مجموعات كانت تعمل تحت اسم “درع الساحل” (بعد انشقاقها عن مقداد فتيحة)، و”سرايا العرين”، وعدد من مجموعات ما يسمى “المقاومة الشعبية”، وتزامن الإعلان مع عقد الجبهة مؤتمرها الاستثنائي العام الأول في دمشق في 5 و 6 أيار الحالي.

ولم تقابل هذه التحركات، بأي رد فعل رسمي حتى اللحظة، ما يترك الباب مفتوحًا أمام التأويلات بشأن موقف الدولة أو الأطراف الرسمية من هذه التطورات الميدانية والسياسية.

بعض هذه المجموعات وعناصر تابعون لها متهمون بافتعال أحداث الساحل، مطلع آذار الماضي، حين شن مقاتلون من فلول نظام الأسد كمائن استهدفت عناصر الأمن العام ومدنيين، تبعها رد فعل من فصائل موالية للحكومة تدخلت ونفذت مجازر أيضًا بحق مدنيين.

الكشف عن قيادات الجبهة لأول مرة

للمرة الأولى منذ الإعلان عن تشكيلها في 9 كانون الثاني 2025، كشفت “أُولي البأس” عن عدد من قياداتها المركزية.

وظهر اسم محمود موالدة على رأس الدائرة السياسية، وبتول بدر مسؤولة دائرة المرأة، وعباس الأحمد مسؤول دائرة الإعلام المركزي، إضافة إلى جبران سالم مسؤول الدائرة الاقتصادية، وملاك الظاهر مسؤول وحدة المغتربين، وعلي الأشقر مسؤول دائرة التنظيم.

أزال الكشف عن الأسماء بعضًا من الضبابية التي أحاطت بالجبهة خلال الأشهر الماضية، إذ بقي هذ التنظيم مشكوكًا في وجوده.

وكانت عنب بلدي نشرت تقريرًا، في نيسان الماضي، تحدثت فيه عن تبني “أولي البأس” عددًا من عمليات الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي في درعا والقنيطرة.

وحازت الجماعة اهتمامًا لدى وسائل إعلام إسرائيلية وغربية، من بينها مقابلة مع صحيفة “نيوز ويك” الأمريكية، في 8 من نيسان.

مدنيون وقيادي عسكري في درعا، نفوا لعنب بلدي دور المجموعة بالتصدي للتحركات الإسرائيلية، مؤكدين أن المقاومة التي جرت كانت رد فعل شعبيًا على دخول إسرائيل لأراضيهم.

وتحمل “أولي البأس” شعارًا مستمدًا من شعار “حزب الله” اللبناني، المقرب من إيران، الذي انحسر نفوذه في سوريا، منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول، كما تتبنى العلم السوري السابق (المرتبط بالأسد).

درعا.. فصيل عسكري ينشط “افتراضيًا” لمواجهة إسرائيل

أول صوت لقائد “أُولي البأس”

جريدة “النهار” اللبنانية على تسجيل صوتي خاص للقائد العام للجبهة، المعروف باسم “أبو جهاد رضا” (رضا حسين)، الذي بقيت هويته طي الكتمان منذ إعلان التأسيس.

وجاء في التسجيل، “من قلب العاصفة، من قلب دمشق الجريحة الصامدة، وفي لحظة فاصلة من تاريخنا، عاهدنا الله ثم عاهدناكم ألا نغادر الأرض وألا نُلقي السلاح”.

وتابع، “اليوم أعلنّا جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا أُولي البأس، لأن الانتظار خيانة، والتردد موت، ولأن الرؤية باتت واضحة كالشمس، فإما أن نكون أو لا نكون”.

وأكد، “اخترنا المواجهة لا الالتفاف، واخترنا الكرامة لا التبعية، واخترنا وحدة الدم والبندقية لا التقسيم ولا العمالة”.

ثم وجّه كلامه إلى من أسماهم بـ”تجار الدم السوري” “، “لن تمروا، فهذه الأرض لنا، وهذه المعركة نحن من نقررها ونحن من نحسمها”، مضيفًا أنه “لن تكون لسوريا راية إلا راية أحرارها، ولا طريق إلى القدس إلا من بوابة الشام”.

وشدد في خطابه،  على أن “المعركة لم تبدأ بعد، والحق لا يُنتزع إلا بالقوة والإرادة”.

خلفية القائد وأهداف المؤتمر

بحسب ما نشرته جريدة “النهار”، فإن رضا حسين ضابط سابق في الجيش السوري، سُرّح منذ نحو 25 عامًا حين كان برتبة صغيرة، وسبق له التعاون مع تنظيمات فلسطينية ولبنانية قبل أن ينفك عنها عام 2021 إثر تبني رؤية سياسية وعسكرية جديدة.

وأوضح حسين أن انعقاد المؤتمر الاستثنائي جاء استجابة للظروف “البركانية” في سوريا، حيث تتنازع “حكومة أمر واقع”، واحتلالات متعددة، وقوى طائفية، على ما تبقى من الجغرافيا السورية.

وشدد على أن الغاية من المؤتمر هي: “إعلان اصطفاف مقاوم، لا يعرف المواربة، ولا يخضع للخارج، ولا يعترف بالأوهام السياسية”.

مؤتمر سري تحت الأنظار

انعقد المؤتمر في نقطة أمنية شديدة السرية ضمن دمشق، وشارك فيه نحو 200 شخص في يومه الأول وحده، بحسب ما أفادت مصادر مقربة من الجبهة لجريدة “النهار العربي”. وتم التمويه على مكان المؤتمر بنجاح، في عملية تنظيمية معقدة استغرقت نحو 12 ساعة لتجميع المشاركين.

وفي ختام المؤتمر، أُعلن عن تشكيل “مجلس عسكري موحد” وبدء “مرحلة تصعيد ثوري منظم في كل المناطق السورية المحتلة”، وأكد المؤتمر أن “جبهة أُولي البأس” ستكون نواة المشروع المقاوم الجديد.

البيان الختامي للمؤتمر الاستثنائي الأول في جبهة "أولي البأس" في سوريا - 7 أيار 2025 (المقاومة الإسلامية في سوريا / تيلجرام)البيان الختامي للمؤتمر الاستثنائي الأول في جبهة "أولي البأس" في سوريا - 7 أيار 2025 (المقاومة الإسلامية في سوريا / تيلجرام)

البيان الختامي للمؤتمر الاستثنائي الأول في جبهة “أولي البأس” في سوريا – 7 أيار 2025 (المقاومة الإسلامية في سوريا / تيلجرام)

المجلس العسكري الموحد ومجموعاته

يتكوّن المجلس العسكري من الجبهة نفسها وعدد من التشكيلات المسلحة، أبرزها “درع الساحل”، التي انشقت عن مقداد فتيحة، بعد غيابه الطويل عن سوريا منذ سقوط النظام وهروبه إلى الخارج.

كما انضمت “سرايا العرين” بقيادة “أبو شعيب”، إضافة إلى مجموعات من “المقاومة الشعبية” التي نشطت في قصف القواعد الأمريكية شرقي سوريا، بالإضافة إلى “المقاومة الشعبية” في كل من درعا والقنيطرة.

أهم المنضمين كان العميد السابق في الأمن السوري “منذر و.”، الذي عُين قائدًا عسكريًا عامًا للجبهة، رغم تأخر دخوله للمناصب الأمنية العليا حتى عام 2018، فيما اعتبر دلالة على “عدم تورطه في القمع”، ونظرًا لأهمية انضمام هذه المجموعة، جرى تعيين العميد منذر قائدًا عسكريًا للجبهة في عموم سوريا.

وبهذا الخصوص، قال رضا حسين لـ”النهار” إن “المجلس العسكري الموحد يضم نواة صلبة قادرة على المبادرة، والانتشار، والعمل خلف خطوط العدو داخل سوريا وخارجها، وهو في طور التوسع والتنسيق مع القوى الشريفة والوطنية في كل المناطق”.

وتابع، “التصعيد الثوري ليس مجرد رد فعل، بل بداية لتحول في قواعد الاشتباك”، مضيفًا “نعم، العسكرة آتية، ولكنها ليست عبثية، بل منظمة، وتعرف عدوها جيدًا”.

تعمل الحكومة السورية على تفكيك الجماعات المسلحة التي كانت مقربة مما يعرف بـ”محور المقاومة”، وذلك في إطار مفاوضات مع إسرائيل بعدما أكد المسؤولون السوريون مرارًا أن سوريا الجديدة لن تشكل خطرًا على الجوار.

الموقف من الحكومة السورية

وبلهجة واضحة، أكد حسين أن التصدي لـ”اللجولاني” (الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع) سيكون سياسيًا وقانونيًا فقط، متهمًا إياه بالسعي إلى وراثة الاستبداد بشكل شرعي، رغم إقرار قيادات الجبهة أنه يعمل لمنع تقسيم سوريا، وهو ما يشكل برأيهم نقطة وحيدة لصالحه.

وتصر قيادات “أُولي البأس” على عدم الاعتراف بـ”حكومة الأمر الواقع”، ولا تسمي رئيسها أحمد الشرع إلا باسمه القديم، “الجولاني”، وترى فيها “جسمًا هشًا لا يعبر عن الناس”.

انضواء ضباط سابقين ضمن الجبهة

أقر القائد العام للجبهة، المعروف باسم “أبو جهاد رضا”، بأن بعض المقاتلين كانوا سابقًا ضمن قوات الجيش السوري السابق أو مجموعاته الرديفة، ومنهم ضباط برتب عالية وقادة كبار، لكنه أوضح أن الانضمام مشروط بـ”مراجعة وتطهير فكري وأمني”.

وبين أن الجبهة تعتمد على “غرف تنسيق صغيرة، غير مركزية، بأسلوب الخلايا الشبكية القادرة على الحركة والاختفاء”.

وختم القائد العام للجبهة حديثه، “هدفنا واضح، وهو مواجهة الاحتلالات، وإسقاط مشاريع التقسيم”، مبديًا استعداده للتحالف “مع كل من يرفض الاحتلال والتقسيم، ومع كل من يضع دماء السوريين فوق مصالح الداعمين”.

وجاءت المقابلة في وقت قال فيه وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن إسرائيل تسعى إلى “علاقات جيدة” مع الحكومة الجديدة في دمشق، وذلك عقب إعلان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن القوات الإسرائيلية استعادت رفات الرقيب أول تسفي فيلدمان من سوريا.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي، في 12 من أيار، نقلته صحيفة “Times of israel” الإسرائيلية، “نرغب في علاقات جيدة مع الحكومة السورية، كما نرغب في الاستقرار، لكن لدينا بطبيعة الحال مخاوف أمنية، وهذا أمر مفهوم”.

من جانبه، سبق أن دعا الرئيس الشرع الدول العربية إلى تحمل مسؤوليتها في دعم سوريا لمحاربة سياسات إسرائيل والضغط عليها للانسحاب من الجنوب السوري.

وقال الشرع بمناسبات مختلفة، إن سوريا لن تشكل تهديدًا لمحيطها.

لكنه كشف في زيارته إلى باريس مؤخرًا عن مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء لتخفيض التصعيد بين سوريا وإسرائيل، دون أن يسمي الوسيط.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى