إيلون ماسك: السعودية تسمح باستخدام ستارلينك في قطاعي الطيران والملاحة البحرية

شهد منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، الذي عُقد في العاصمة الرياض، جلسة حوارية استثنائية، جمعت بين إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، ومعالي المهندس عبدالله السواحه، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، وقد عكست هذه الجلسة البارزة عمق ومتانة الشراكة الإستراتيجية المتنامية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والابتكار.
رحلة جديدة من العلاقات ورؤية المملكة الطموحة:
استهل معالي الوزير السواحه الجلسة بتأكيد مفاده أن العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تدخل اليوم مرحلة نوعية جديدة، وأوضح أن هذه المرحلة تشهد تحولًا إستراتيجيًا من اقتصاد كان يعتمد بنحو أساسي على موارد الطاقة، إلى اقتصاد معرفي مستقبلي يقوده الابتكار والتقنيات الناشئة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي. وأشاد معاليه بالدور المحوري الذي يؤديه إيلون ماسك وشخصيات عالمية مثله في تشكيل ملامح هذا التحول التكنولوجي العالمي.
H.E. @aalswaha and @elonmusk explore what it takes to build an intelligent future, enabled by Saudi Arabia’s partnerships with Tesla, Starlink, The Boring Company, and xAI.#SaudiUSForum2025 pic.twitter.com/HUZ5aYcHiW
— وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات (@McitGovSa) May 13, 2025
وفي هذا السياق، أكد المهندس السواحه أن المملكة، تحت قيادة وتوجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد، قد تبنت رؤية طموحة وسعت بجد إلى تمكين التقنيات التحولية الحديثة، مثل: الذكاء الاصطناعي والروبوتات المتقدمة. وتهدف هذه المساعي إلى جعل المملكة منصة عالمية رائدة للابتكار، ومركزًا إقليميًا ودوليًا رئيسيًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تمكين أسس الاقتصاد الرقمي المزدهر.
رؤية ماسك لثورة الروبوتات والذكاء الاصطناعي:
أوضح إيلون ماسك خلال مشاركته أن الروبوتات البشرية تمثل أكثر من مجرد تقدم تقني؛ إنها ثورة في مفهوم الإنتاجية، وتوقع أن هذه الروبوتات لديها القدرة على مضاعفة حجم الاقتصاد العالمي بما قد يصل إلى عشرة أضعاف قيمته الحالية.
كما سيؤسس هذا التحول لاقتصاد جديد قائم على الوفرة الشاملة ومفهوم الدخل المرتفع الشامل، وهو نموذج يتجاوز الفكرة التقليدية للدخل الأساسي الشامل، ويضمن مستوى معيشة أعلى للجميع.
وتحدث ماسك أيضًا عن المبادرات التي تقودها شركته (xAI) في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير. وشدد على أن بناء ذكاء اصطناعي يهدف إلى فهم الحقائق وتفسيرها بشفافية ومسؤولية سيكون الأساس في إنشاء أنظمة مستقبلية موثوقة وآمنة.
طموح المملكة في قيادة عصر الذكاء الاصطناعي:
من جهته، عاد معالي السواحه ليؤكد أن ما تقوم به المملكة من استثمارات وجهود حثيثة في تمكين الخدمات السحابية المتقدمة، وتطوير بنية تحتية رقمية شاملة ومتطورة، وبناء سلاسل قيمة متكاملة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، إنما يعكس طموحًا وطنيًا حقيقيًا لقيادة “(عصر ما بعد البيانات).
وأكد معاليه أن المملكة تسعى إلى أن تكون مركزًا عالميًا رائدًا لابتكار وتطبيق الذكاء الاصطناعي المسؤول والفعال، الذي يساهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعود بالنفع على الإنسانية.
البنية التحتية الرقمية و(ستارلينك):
أعرب ماسك عن امتنانه وتقديره لقرار المملكة العربية السعودية اعتماد خدمة الإنترنت الفضائي (ستارلينك) Starlink، التي تقدمها شركة (سبيس إكس)، في قطاعي الطيران والملاحة البحرية، وعَدّ هذه الخطوة السعودية دعمًا واضحًا وجوهريًا لتبني التقنيات المستقبلية في مجال الاتصالات العالمية.
وتطرق ماسك إلى إمكانيات التعاون الواعدة في مجالات التنقل الذكي داخل مدن المملكة، وشمل ذلك عرض مشاريع مستقبلية مثل (الروبو تاكسي) – وهي مركبات الأجرة الذاتية القيادة – بالإضافة إلى تقنيات شركة (The Boring Company) المتخصصة في حلول النقل المبتكرة عبر شبكات الأنفاق. وأشار إلى أن مثل هذه التقنيات يمكن أن تُحدث تحولًا جذريًا في تخطيط المدن وتحسين كفاءة النقل الحضري بنحو كبير.
نظرة متفائلة نحو المستقبل والتعاون الدولي:
اختتم إيلون ماسك حديثه برؤية إيجابية ومتفائلة لمستقبل البشرية، داعيًا إلى تبني نموذج يجمع بين تحقيق الازدهار الاقتصادي، وتشجيع الاستكشاف العلمي، والتعايش البناء والإيجابي مع التكنولوجيا المتقدمة، بدلًا من الانسياق وراء المخاوف. وشدد على الأهمية القصوى للتعاون الدولي الوثيق لوضع أطر تنظيمية وأخلاقية واضحة تحكم تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه وغيره من التقنيات التحولية.
وفي ختام الجلسة أكّد معالي السواحه أن هذه الشراكة الإستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة، بقيادة مشتركة نحو المستقبل، تمثل حجر الأساس في بناء اقتصاد عالمي أكثر ذكاء وإنصافًا واستدامة، مشددًا على أهمية استمرار التعاون لدعم الابتكار من أجل الإنسانية.
ومن ثم؛ شكّلت هذه الجلسة منصة حيوية لتبادل الرؤى حول مستقبل التكنولوجيا والابتكار، معززةً التعاون الإستراتيجي بين المملكة والولايات المتحدة في بناء مستقبل رقمي ومستدام.