الأخبار السياسية

براك: سوريا المركزية بحاجة بدائل أقل من الفيدرالية

Reading Time: 1 minute

قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، إن سوريا قد تحتاج إلى دراسة بدائل لدولة شديدة المركزية.

ووفق ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست”، قال براك للصحافيين، الشهر الماضي، إن ما تحتاجه سوريا ليست فيدرالية، بل شيئًا أقل من ذلك، يسمح للجميع بالحفاظ على وحدتهم وثقافتهم ولغتهم، دون أي تهديد من “الإسلام السياسي”، على حد قوله.

وأضاف براك، أن جميع المطلعين على الملف السوري يقولون إن الأمور بحاجة للسير بطريقة أكثر عقلانية.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها الصادر في 23 من آب، أن العنف الهائل في مناطق مختلفة بسوريا يغذي مطالب الأقليات بالحكم الذاتي، مشيرة إلى أن الصراع الأبرز الآن يتمثل في العلاقة المتوترة بين حكومة دمشق و “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من واشنطن.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، يسعى إلى دولة مركزية تقودها دمشق، شبيهة بالهيكل الذي سبق تمزق سوريا خلال الصراع، معتبرة أن موجات العنف المتجددة تهدد هذه الخطط.

واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها، بأن الأوضاع في سوريا تزداد سوءًا بدلًا من التحسن الذي كان يترقبه السوريون بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024.

ولا يزال جيبان رئيسان خارج سلطة الحكومة المركزية في دمشق، هما الشمال الشرقي حيث تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أيضًا من واشنطن، وتطالب باللامركزية، إضافة إلى السويداء جنوبًا حيث تصعد أصوات مطالبة بالـ”الاستقلال” عن سوريا.

ولا ترفض الحكومة السورية كل أشكال اللامركزية، وتعامل الدولة السورية أو الحكومة السورية اليوم مع الحكم، وخاصة الحكم المحلي، ينطلق كثيرًا من مبدأ اللامركزية، وخاصة اللامركزية الإدارية، بحسب ما قاله مدير الشؤون الأمريكية في الخارجية السورية قتيبة إدلبي في مقابلة صحفية.

وأضاف إدلب، “لا أعتقد أن هناك حقيقةً نقاشًا أو نقاط خلاف حول موضوع اللامركزية الإدارية. مشكلة المركزية في سوريا لم تكن مشكلة قانونية، بل كانت مشكلة سياسية”.

“الإدارة الذاتية” ترفض الانتخابات البرلمانية

وأصدرت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، في 24 من آب، بيانًا رفضت فيه الانتخابات البرلمانية في البلاد، معتبرة أنها “خطوة شكلية لا تمت للديمقراطية بصلة، ولا تعبّر عن إرادة السوريين بأي شكل من الأشكال”.

العملية الانتخابية الحالية تُقصي قرابة نصف السوريين بفعل التهجير القسري والسياسات الممنهجة لمنع مشاركة المكونات الفاعلة في تقرير مستقبل البلاد، بحسب البيان، وهو ما يؤكد، أنها لا تمثل متطلبات الحل السياسي الشامل.

وترد “الإدارة” في بيانها على إعلان اللجنة العليا للانتخابات أمس، تأجيل الانتخابات في ثلاث محافظات، هي الرقة والحسكة (حيث تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” ذراع “الإدارة” العسكرية) والسويداء.

كما رفضت “الإدارة الذاتية” توصيف مناطق شمال شرقي سوريا بأنها “غير آمنة” لتبرير سياسات الإقصاء والإنكار، على حد قولها، مؤكّدة أن هذه المناطق “أكثر أمانًا قياسًا بمناطق سورية أخرى”.

وذكرت “الإدارة” أن أي قرارات أو إجراءات تُفرض بعقلية أحادية لن تكون مُلزمة لشعوب ومناطق شمال شرقي سوريا، داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى عدم الاعتراف بهذه الانتخابات، التي وصفتها بأنها “مناقضة للقرار الأممي 2254”.

وختم البيان بالتأكيد على أن “الحل في سوريا لن يكون عبر إعادة إنتاج السياسات القديمة، بل عبر مسار سياسي شامل يشارك فيه جميع السوريين بمختلف مكوناتهم وإرادتهم الحرة، وصولًا إلى سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية تضمن الحقوق وتفتح آفاق السلام والاستقرار”.

لقاء أمريكي- درزي لاحتواء التوتر

وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، عقد، في وقتٍ سابق، لقاء مع الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، وذلك لمناقشة تطورات الأوضاع في محافظة السويداء، وسبل تهدئة التوتر وضمان عدم انزلاق الأوضاع إلى مواجهات أوسع.

ووصف برّاك اللقاء بأنه “ودي ومثمر”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تواصل العمل مع جميع الشركاء، المحليين والإقليميين، لدفع جهود الاستقرار والحد من التصعيد، مع التركيز على حماية المدنيين ومراعاة التوازنات المحلية بحسب منشور له على حسابه في “إكس“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى