ابداعات

رحلة عبر تاريخ المقاهي في دمشق – S A N A

Reading Time: 1 minute

دمشق-سانا

المقاهي التي كانت ابتكاراً دمشقياً، حيث نقلها أبناء هذه المدينة إلى العالم قبل نحو 500 سنة، لتغدو جزءاً من الحياة الاجتماعية والثقافية للشعوب، كانت محور المحاضرة التي ألقاها الباحث في التراث مازن ستوت بالمركز الثقافي في المزة.

المحاضرة التي حملت عنوان مقاهي دمشق بين الأمس والحاضر، سلّطت الضوء على المقاهي الدمشقية، بوصفها جزءاً أصيلاً من الذاكرة الشعبية للمدينة، حيث استعرض ستوت بدايات هذه الظاهرة التي تعود إلى القرن السادس عشر، متوقفاً عند محطات مفصلية من تاريخها، ولا سيما التوسّع الكبير الذي شهدته في أوائل القرن العشرين، حتى بلغ عددها في تلك الفترة نحو المئة وعلى أطرافها.

الدور الاجتماعي للمقاهي الدمشقية

وأشار الباحث إلى تنوّع المقاهي الدمشقية بحسب البيئة والموقع وطبيعة روّادها، فكان منها الأدبي والشعبي والتجاري، مؤكداً أن هذه الأماكن لعبت أدواراً اجتماعية وثقافية وسياسية، واحتضنت في كثير من الأحيان حلقات النقاش الأدبي وصفقات التجارة وجلسات الأدباء والمفكرين.

أبرز المقاهي الدمشقية

وتوقّف ستوت عند أبرز المقاهي التي اشتهرت في الوجدان الدمشقي، مثل الهافانا، النوفرة، الروضة، الفاروق، والتي قال: إنها تحوّلت إلى مقصد للزوار من داخل وخارج سوريا، ولا سيما مقهى النوفرة الذي يُعدّ من أقدم المقاهي الدمشقية وأشهرها.

المقاهي كمنصات للوعي

وفي تصريح لـ سانا قال الباحث ستوت: إن المقاهي كانت تؤدي وظيفة ثقافية محورية، في زمن لم تكن فيه وسائل الإعلام والاتصال الحديثة قد انتشرت بعد، فكانت المجلات والصحف تُقرأ وتوزع فيها، وكان بعض الأدباء يكتبون أعمالهم داخلها، ما جعل منها منصات للوعي والإبداع والتأثير السياسي والاجتماعي، فلم تكن مجرد أماكن للجلوس، بل هي جزءٌ من هوية دمشق الثقافية والاجتماعية التي يجب الحفاظ عليها.

وأضاف ستوت: أحياناً كانت تُعقد صفقات تجارية داخل المقاهي، وكان لها دور مهم في النقاشات الوطنية والسياسية، وكانت منابر للإدراك والتفاعل الفكري والثقافي.

تعريف الجيل الجديد بالتراث الدمشقي

وشدّد الباحث على أهمية هذه المحاضرات في تعريف الجيل الجديد بتراث مدينتهم العريق، مشيراً إلى أنه قدّم حتى الآن أكثر من 12 محاضرة حول تراث دمشق، شملت الحمّامات والأسواق والمقاهي والحدائق ودور السينما والمساجد والكنائس، بهدف توثيق هذا الإرث الغني ونقله للجيل الجديد.

يُذكر أن هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة فعاليات ثقافية تنظمها مديرية الثقافة بدمشق، بهدف الحفاظ على التراث المحلي وتسليط الضوء على ملامح الحياة الدمشقية القديمة، باعتبارها ركيزة أساسية في الهوية الوطنية السورية.


Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى