“علّمني يا طارق”.. عرض مسرحي يحتفي باللغة – S A N A

دمشق-سانا
في مشهدٍ يعكس حيوية الحراك الثقافي المدني في سوريا واهتمامه بترسيخ القيم الثقافية لدى الجيل الناشئ؛ قدّمت مؤسسة بيت الإبداع عرضاً مسرحياً بعنوان “علّمني يا طارق” اليوم على خشبة مسرح الدراما في دار الأوبرا بدمشق.
العرض الذي رعته وزارتا الثقافة، والشؤون الاجتماعية والعمل؛ يأتي في إطار تكامل الجهود بين جهات المجتمع المدني والرسمي لبناء الإنسان وتعزيز هويته، حيث شهدت المسرحية حضور ممثلين عن وزارات الثقافة والإعلام والتعليم العالي والشؤون الاجتماعية والعمل، وممثلين عن بعض السفارات العربية.
امتد العرض المسرحي لمدّة 45 دقيقة، مستهدفاً الجيل الناشئ برسالة تربوية إنسانية تسعى_كما عبّرت مؤلفة العمل ومديرة مؤسسة “بيت الإبداع” نسور صافية_ إلى إعادة ربط الأطفال واليافعين بلغتهم الأم وإحيائها في عقولهم ووجدانهم، فترى صافية أن ما يجعل أبناءنا وبناتنا يستصعبون لغتهم هو جهلهم بها، وكل مجهول مُخيف، وعندما نمنحهم أدوات الفهم والمعرفة العميقة تتحوّل اللغة إلى جسر تواصل مع الذات والعالم، لا مجرد مادة دراسية.
وقد استغرق إعداد هذا العمل عامين من البحث والكتابة والتطوير، وهو ثمرة جهد نابع_كما تقول صافية_ من “إيمان راسخ بأهمية إعادة ربط الجيل الجديد بجوهر لغتهم وهويتهم الثقافية”.
لمحة عن المسرحية
الحكاية _كما وصفتها مؤلفة العمل نسور صافية_ “ولدت من قصة حقيقية لطفل يُدعى طارق، محبّ للغته، يحمل حساً فطرياً بالدفاع عنها وكأنها كنزه الثمين”، فيما جاءت باقي الشخصيات لتُكمّل البناء الدرامي وتخدم رحلة التعلّم، فنجد شخصية مريم أخت طارق التي تواجه تحديات في تطبيق قواعد اللغة العربية، إضافة إلى شخصية أمجد صديق طفولتهم الغارق في صدمة جعلته ينفر من التعليم والتعلّم.
وفي محاولة من طارق ليجد حلولاً لتتجاوز مريم وأمجد ما يعانيانه يأخذهما في رحلة متخيلة إلى “مملكة اللغة العربية” يسافرون عبر الزمن إلى الفترة الأندلسية ويلتقون بالعالم الجليل ابن مالك، ويتعرفون إلى ألفيته ويكتشفون روائعها.
وهذا العرض _كما توضّح صافية_ هو الأول في سلسلة من 20 عملاً مسرحياً تسعى مؤسسة بيت الإبداع إلى تقديمها بأسلوب تفاعلي وملهم للأطفال واليافعين، حيث تتمحور كل مسرحية حول أحد أعلام اللغة العربية الذين أثروا تراثها وأسّسوا لها.
الرحلة ليست مجرد مغامرة بل “رحلة شفاء” أيضاً بحسب تعبير صافية، حيث يتلمس الأصدقاء عبرها أسباب صعوبة تطبيق القواعد لدى مريم، وأسباب نفور أمجد من التعلّم الذي نكتشف أن سبب صدمته هو رحيل طارق الى دار الآخرة.
وفي النهاية يتصالحون مع ذواتهم ولغتهم، ويتعهدون على حمايتها من اللحن والعجمة.
العرض تخلله لوحات راقصة أدتها فرقة يائيل للمسرح الراقص، أما الأدوار فأداها كلّ من: زين العابدين، زينب عيد، مروان العظمة، تيم بلان، وليان الخطيب، واختتمت المسرحية بأغنية “علمني يا طارق” وأخرج العمل إياد السبع، وأشرف عليه فواز أبو شعر .
عن مؤسسة بيت الإبداع
تأسست “بيت الإبداع” عام 2013 كمبادرة أهلية لدعم الطلاب المنقطعين عن التعليم في مناطق النزاع، وتطورت لاحقاً إلى مؤسسة غير ربحية تُعنى بالتأهيل الثقافي والمهني وتمكين النساء واليافعين.
وفي عام 2018، أصبحت مشروعاً محتضناً لدى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ونالت عام 2020 تكريماً من الاتحاد الأوروبي بعد فوزها بالمركز الأول ضمن مشاريع مركز الأعمال الأوروبي. وفي عام 2024، حصلت المؤسسة على ترخيص رسمي، لتواصل اليوم دورها كشريك مدني فاعل في تمكين الفئات المهمّشة وتعزيز التنمية المجتمعية والثقافية في سوريا.
تابعوا أخبار سانا على التلغرام والواتساب
Source link